انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر "بين نهج الإعمار ونهج الدمار" وتستمر يومين، لبحث آليات وسبل إعمار البلدان الإسلامية إضافة إلى تمكينها في مختلف المجالات ومنها محاربة الفكر المتطرف.
وينظم أعمال المؤتمر الذي يشارك به عشرات العلماء ورجال السياسة من مختلف البلدان الإسلامية، المنتدى العالمي للوسطية (مستقل)، ويتخذ من العاصمة عمّان مقراً له.
وقال رئيس المنتدى الصادق المهدي (من السودان)، في افتتاح أعمال المؤتمر، إن "نهج الإعمار يبدأ بمعرفة حقيقة الدمار الذي تعاني منه الأمة"، داعياً إلى "البدء بصحوة فكرية في مختلف البلدان الإسلامية، والعمل على توضيح مشروعية التعايش الديني في الإسلام واحترام التعددية الدينية في المجتمع الواحد".
وأضاف أنه "لغايات تحقيق الإعمار في البلدان الإسلامية، لا بد من العمل على وقف الحروب والاقتتال الداخلي"، داعيا إلى "إبرام الدول العربية مع تركيا وإيران، اتفاقيات أمنية مشتركة لتحديد أسس العلاقة مع إسرائيل واسترداد الحقوق العربية".
فيما قال الأمين العام للمنتدى، الأردني مروان الفاعوري، إن "الوسطية لا تعني الوقوف في منتصف الطريق بين الخير والشر، ولا بين الإسلام والإرهاب، لكنها انحياز كامل نحو الحق والعدل والحرية، فالإسلام جاء وسطاً بين الأديان والثقافات ورسالته إحقاق الحق ومواجهة الظلم وإعلان حرية الإنسان".
واعتبر نائب رئيس البرلمان التونسي، عبد الفتاح مورو، أن "الأمم لا تقام من دون علمائها وشبابها الذين يبنون الواقع ويخططون للمستقبل، فعندما نسعى إلى بيان أن الإسلام هو دين الوسطية والاعتدال، فلا بد من بذل الجهود لمواجهة التحديات الكبيرة التي تتعرض لها أمتنا في هذا الوقت من أعمال إرهابية تنفذ باسمه وهو منها براء".
ودعا مورو، إلى "ضرورة وجود طريق ومنهج لعلماء الأمة، لمعالجة مختلف القضايا العالقة التي أدت إلى تراجع البلدان العربية والإسلامية في مختلف المجالات، وأن يكف رجال الدين والسياسة في الأمة عن الخطابات والتنظير، وينزلوا إلى واقع الناس ومعايشته".
ويشارك في أعمال المؤتمر، شخصيات سياسية ودينية من تركيا، تونس، السعودية، الكويت، سورية، السودان، المغرب، موريتانيا، الجزائر، لبنان، نيجيريا، باكستان، بالإضافة للدولة المستضيفة الأردن.
ومن أبزر القضايا التي يبحث بها المشاركون "دور الإعلام والمحطات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي في الاستقرار والتنمية والتصدي لحملات التطرف والعنف" ويقدمها الكاتب والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد غول، و"حقيقة الوحدة والانتماء إلى الأمة.. التأصيل الشرعي والحقيقة الفطرية والضرورة الاجتماعية وعلاقة الانتماء بالعمران البشري" ويقدمها القيادي في حركة الإصلاح والتوحيد المغربية، محمد طلابي، و"توظيف الحوار والتعددية في مواجهة المتطرفين ودعاة العنف"، ويقدمها نائب رئيس الجامعة الإسلامية في إسلام أباد، محمد منصوري، و"دور المؤسسات التعليمية والشبابية والأهلية في نبذ العنف والتعصب" ويقدمها مدير المركز النيجيري للأبحاث، الخضر عبد الباقي.