مع مرور نحو 136 يوماً من حصار القوات النظامية لمدينة معضمية الشام في الريف الغربي للعاصمة السورية دمشق، يجدد أطفال من المدينة عبر اعتصام على بعد عشرات الأمتار من حاجز القوات النظامية، مناشدتهم للمنظمات الدولية والمجتمع الدولي لفك الحصار المفروض عليهم وإدخال المواد الغذائية والطبية لهم.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يظهر فيه عدد من الأطفال يحملون يافطات كتب على بعضها "أين رغيف الخبز والدواء...نريد أن نعيش"، و"نريد فتح الطريق"، في حين أسرّ عدد من الأطفال بأحلامهم فمنهم من طلب "شاورما"، و"بسكويت"، و"دجاجة"، و"فتح الطريق"، وأخرى كتب عليها "والله أنا سوري".
وفي فيديو آخر ظهر رجل في الخمسينات من عمره، يتحدث عن حالهم داخل المدينة ويقول: "جاوزنا 130 يوماً دون أن يدخل لنا أحد أية معونات إنسانية، استنفدنا خلالها كل مدخراتنا من المواد الغذائية، لا نزيد سوى فتح الطريق ورفع المعاناة"، واعتبر أن الأمم المتحدة تصمّ آذانها عن معاناتهم.
وقال الناشط الإعلامي في معضمية الشام كنان نتوف، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات النظامية تفرض على أكثر من 45 ألف مدني يعيشون في معضمية الشام حصاراً خانقاً، ويُمنع دخول المواد الغذائية والطبية، كما تُمنع حركة دخول وخروج المدنيين، ما تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع، وتزايد حالات سوء التغذية، ومن المحتمل في حال لم تقدم لهم الرعاية اللازمة أن يفقدوا حياتهم".
وأضاف "يعاني المركز الطبي والكادر العامل فيه من تردي الأوضاع الصحية عند أصحاب الأمراض المزمنة لعدم توفر الأدوية اللازمة، ما يهدد بموتهم في حال استمرار الحصار ومنع إدخال المواد الطبية الضرورية".
وأوضح أن "أطفال المدينة اعتصموا اليوم طلباً للحياة، مؤكدين أنهم سوريون مناشدين المنظمات الدولية لفتح الطريق الذي تغلقه القوات النظامية وتمنع عنهم الطعام والدواء".
يشار إلى أن القوات النظامية تحاصر العديد من المدن والبلدات والأحياء السكنية في محافظات سورية عدة، خصوصاً الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، بحجة وجود "إرهابيين" بداخلها، في حين يدفع الثمن الأكبر المدنيون الذين تمنع عنهم أبسط متطلبات الحياة، وسبق أن سجلت عشرات حالات الموت جوعاً في بعض تلك المناطق.