دعا باحثون في موريتانيا إلى معالجة الأثر السلبي للعنف والصراعات المسلحة على المجتمعات العربية والإسلامية، محذرين من استمرار تفشي هذه الظاهرة، في الوقت الذي تتعرض فيه الأمة إلى الانزلاق نحو الحروب.
وفي هذا السياق، نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية، أمس السبت، ندوة دولية بعنوان "أثر العنف والصراعات المسلحة على المجتمعات"، شارك فيها عدد من العلماء والباحثين والأئمة من المغرب وتونس والأردن وموريتانيا، من بينهم ممثل الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية، مازن الفاعوري، وممثل المنتدى في موريتانيا، بون عمر لي.
وناقش المشاركون مواضيع، من بينها "النزاعات المسلحة.. مفهومها، دوافعها، مظاهرها، خطورتها"، و"العنف والإرهاب.. وأثرهما على الأسرة"، "الفرقة والتجزئة وأثرهما في نشوء النزاعات"، "دور وسائل الإعلام في النزاعات، الآثار الاجتماعية والسيكولوجية على الفرد والأسرة"، و"أثر النزاعات على تنمية البلاد".
وقال محمد ولد سيد أحمد فال، رئيس المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية، إن بدائل النزاعات المسلحة والصراع المتواصل لا تكون إلا باستثمار المشترك والاتفاق على آلية حسم الخلافات بالطرق الحضارية، مضيفاً أن أهمية الموضوع تزداد وجاهة في وقت "يعيش فيه العالم موجة عنف رهيبة، ونزاعات مسلحة، تدفع ضريبتها النساء والأطفال والبلدان وتختطف فيها الأوطان من فوق رؤوس ساكنيها".
وأكد ضرورة تسليط الضوء على خطورة التفرقة والتجزئة والدمار، في وقت يعيش فيه العالم الإسلامي والعربي موجة عنف رهيبة.
من جانبه، قال الفقيه بونه عمر لي، ممثل منتدى الوسطية في موريتانيا، إن "الأمة العربية والإسلامية تمر بالعديد من الأزمات والنكبات والمشاكل التي حطمت الدول والثروات، بسبب التطرف والغلو"، ودعا إلى معالجة أسباب العنف ودعم ضحاياه من النساء والأطفال، وإعطاء دور أكبر للمؤسسات الإصلاحية في التصدي للنزاعات المسلحة في البلدان العربية والإسلامية.
بدوره، أشاد ممثل الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية، مازن الفاعوري، بتنظيم الندوة في موريتانيا، مبرزا أنها حلقة من سلسلة حلقات وندوات ينظمها المنتدى لمحاربة هذه الظواهر السلبية على المجتمعات النامية، مع التشجيع على إيجاد ثقافة جديدة تدعو إلى الوسطية والاعتدال.