يحتفظ أطفال غزة بصور لشخصيات كرتونية في أذهانهم. هؤلاء رمز للسعادة بالنسبة إليهم من دون أن يكونوا قادرين دائماً على مشاهدتهم، نظراً لظروف الحصار الصعبة والحروب المتكررة وانقطاع التيار الكهربائي، الذي يحرمهم أحياناً كثيرة من مشاهدتها. وقد دفع ذلك رجليْن فلسطينيين إلى إطلاق اسم شخصيتين كرتونيتين على نفسيهما، والمساهمة بطريقتهما في علاج الأطفال نفسياً من خلال تقديم مشاهد استعراضية.
"بينكي" و"برين" شخصيّتان كرتونيتان يحبّهما أطفال غزة. واليوم، صارا لقبَيْن يرافقان محمد الجوجو (23 عاماً) ومعتصم الباز (40 عاماً) . الأخير وهو من قصار القامة، يعاني من القزامة، متطوّع في مؤسسة "بسمة أمل" منذ خمس سنوات. يؤدّي دور المهرج والاستعراضي في بعض المسرحيات، وكلّ ما يسعى إليه هو إسعاد الأطفال. هذا أيضاً ما يفعله مع أطفاله الخمسة. يقول لـ "العربي الجديد" إنّ "عمله يقتصر على ترفيه الأطفال"، موضحاً "أؤدّي أدواراً مسرحية مع جمعية فلسطين المستقبل منذ أكثر من عشرة أعوام. وكنت أشارك في مسرحيات توعوية عن النظافة والبيئة، أستعين فيها بالدمى". يضيف أنّ ثمّة فرقاً بين الأداء الاستعراضي والتمثيلي، لكنّه تدرب كثيراً ونجح في الأدوار التي يؤديها.
خلال العروض التي يقدّمها بينكي وبرين، عادة ما يستخدمان السلالم الصغيرة، من دون أن ينسيا الألعاب اليدوية التي يتقنانها. يقدّمان عروضاً في رياض الأطفال والمستشفيات وفي مناسبات مختلفة، مثل أعياد الميلاد وغيرها. لم تكن بدايتهما سهلة، إذ واجها المشاكل من بعض الأطفال، الذين يخشون المهرّجين عادة، بسبب ثياب هؤلاء والألوان التي يطلون بها وجوههم. في الوقت نفسه، يحب أطفال آخرون المغامرة والاستكشاف والأشياء الغريبة، الأمر الذي جعلهما مضطرين إلى تقديم عروض تناسب الجميع. هكذا، أعدا ألعاباً خاصة تساعدهما في التعامل مع الأطفال الذين يخافون منهما. على سبيل المثال، يبدآن بسرد قصة فكاهية ويُضحكان الأطفال إلى أن يعتادوا عليهما ويتقبلوا شخصيتهما.
بالإضافة إلى الباز، ثمّة 79 قزماً آخر في القطاع، وقد نجح بعضهم في الاندماج في المجتمع، فيما ظلّ آخرون يعانون بسبب العزلة، خصوصاً الإناث من بينهم بسبب نظرة المجتمع السلبية إلى قصار القامة.
الجوجو هو صاحب شخصية "بنكي"، وقد بدأ العمل في جمعية "بسمة أمل" قبل خمس سنوات أيضاً. يتولى مسؤولية برنامج الدعم النفسي في المؤسسة، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنّ فكرة بنكي وبرين جاءت على خلفيّة الانسجام الكبير بينه وبين الباز، خصوصاً على صعيد العمل الإنساني مع مرضى السرطان. يضيف أنّ كثيرين يطلقون على أنفسهم اسمَي بنكي وبري إذ إنهم يشبهون هاتَين الشخصيتَين. ويؤكّد أنّ "بنكي وبرين يهدفان إلى إسعاد مرضى السرطان بشكل أساسي"، "لأن المؤسسة التي نعمل فيها معنيّة بهذا الأمر"، لافتاً إلى أنّ "أطفال غزة يحبّون الشخصيات الكرتونية".
اقــرأ أيضاً
يهتمّ بينكي وبرين بالاطلاع على كلّ ما هو جديد في عالم العلاج الترفيهي، بهدف اكتساب مهارات جديدة ومساعدة الأطفال وإسعادهم. كذلك، يشير الجوجو إلى أنّ الضحك يفرز هرمون إندورفين الذي يساهم في تحسين مزاج الأطفال وتقوية جهاز المناعة. يقول إنّ الضحك "يزيد من قوتهم. هو بمثابة مضاد حيوي مجاني".
إلى ذلك، أطلق بنكي وبرين مبادرات عدة، أبرزها مبادرة ألوان على شاطئ بحر غزة. خلالها، جمعا أشخاصاً من مجالات مختلفة وكذلك مرضى سرطان راحوا يرشّون بعضهم بعضاً بالألوان. تُذكر أيضاً مبادرة مهرّجين على الدراجات، التي شارك فيها 13 شخصاً من مهرّجين ومرضى سرطان، جالوا في شوارع غزة في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، عندما كانت الشوارع مزدحمة، بهدف لفت النظر وإسعاد المرضى، خصوصاً الأطفال منهم، بالإضافة إلى آخرين يعانون من أمراض أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنّ بينكي وبرين يدرّبان مرضى السرطان على الاندماج في المجتمع، ويشاركان في أعمال خيرية وغيرها، بالإضافة إلى مساعدة هؤلاء المرضى من الناحية النفسية. يقولان إنّ "هذه رسالة قوية تحفّز المرضى على الاندماج، حين يرون مرضى آخرين وقد باتوا أكثر اندماجاً في مجتمعهم".
نحو ثلاثة آلاف من مرضى السرطان يحصلون على دعم من مؤسسة "بسمة أمل"، من ضمن برامج عدة، أبرزها تأمين مواصلات تنقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية حيث يتلّقون العلاج، وإلى مستشفيات الضفة الغربية، بالإضافة إلى الرعاية من خلال الاستعانة بأطباء من الداخل الفلسطيني وهم من تخصصات مختلفة، ومن بينها الطبّ النفسي.
اقــرأ أيضاً
"بينكي" و"برين" شخصيّتان كرتونيتان يحبّهما أطفال غزة. واليوم، صارا لقبَيْن يرافقان محمد الجوجو (23 عاماً) ومعتصم الباز (40 عاماً) . الأخير وهو من قصار القامة، يعاني من القزامة، متطوّع في مؤسسة "بسمة أمل" منذ خمس سنوات. يؤدّي دور المهرج والاستعراضي في بعض المسرحيات، وكلّ ما يسعى إليه هو إسعاد الأطفال. هذا أيضاً ما يفعله مع أطفاله الخمسة. يقول لـ "العربي الجديد" إنّ "عمله يقتصر على ترفيه الأطفال"، موضحاً "أؤدّي أدواراً مسرحية مع جمعية فلسطين المستقبل منذ أكثر من عشرة أعوام. وكنت أشارك في مسرحيات توعوية عن النظافة والبيئة، أستعين فيها بالدمى". يضيف أنّ ثمّة فرقاً بين الأداء الاستعراضي والتمثيلي، لكنّه تدرب كثيراً ونجح في الأدوار التي يؤديها.
خلال العروض التي يقدّمها بينكي وبرين، عادة ما يستخدمان السلالم الصغيرة، من دون أن ينسيا الألعاب اليدوية التي يتقنانها. يقدّمان عروضاً في رياض الأطفال والمستشفيات وفي مناسبات مختلفة، مثل أعياد الميلاد وغيرها. لم تكن بدايتهما سهلة، إذ واجها المشاكل من بعض الأطفال، الذين يخشون المهرّجين عادة، بسبب ثياب هؤلاء والألوان التي يطلون بها وجوههم. في الوقت نفسه، يحب أطفال آخرون المغامرة والاستكشاف والأشياء الغريبة، الأمر الذي جعلهما مضطرين إلى تقديم عروض تناسب الجميع. هكذا، أعدا ألعاباً خاصة تساعدهما في التعامل مع الأطفال الذين يخافون منهما. على سبيل المثال، يبدآن بسرد قصة فكاهية ويُضحكان الأطفال إلى أن يعتادوا عليهما ويتقبلوا شخصيتهما.
بالإضافة إلى الباز، ثمّة 79 قزماً آخر في القطاع، وقد نجح بعضهم في الاندماج في المجتمع، فيما ظلّ آخرون يعانون بسبب العزلة، خصوصاً الإناث من بينهم بسبب نظرة المجتمع السلبية إلى قصار القامة.
الجوجو هو صاحب شخصية "بنكي"، وقد بدأ العمل في جمعية "بسمة أمل" قبل خمس سنوات أيضاً. يتولى مسؤولية برنامج الدعم النفسي في المؤسسة، موضحاً لـ "العربي الجديد" أنّ فكرة بنكي وبرين جاءت على خلفيّة الانسجام الكبير بينه وبين الباز، خصوصاً على صعيد العمل الإنساني مع مرضى السرطان. يضيف أنّ كثيرين يطلقون على أنفسهم اسمَي بنكي وبري إذ إنهم يشبهون هاتَين الشخصيتَين. ويؤكّد أنّ "بنكي وبرين يهدفان إلى إسعاد مرضى السرطان بشكل أساسي"، "لأن المؤسسة التي نعمل فيها معنيّة بهذا الأمر"، لافتاً إلى أنّ "أطفال غزة يحبّون الشخصيات الكرتونية".
يهتمّ بينكي وبرين بالاطلاع على كلّ ما هو جديد في عالم العلاج الترفيهي، بهدف اكتساب مهارات جديدة ومساعدة الأطفال وإسعادهم. كذلك، يشير الجوجو إلى أنّ الضحك يفرز هرمون إندورفين الذي يساهم في تحسين مزاج الأطفال وتقوية جهاز المناعة. يقول إنّ الضحك "يزيد من قوتهم. هو بمثابة مضاد حيوي مجاني".
إلى ذلك، أطلق بنكي وبرين مبادرات عدة، أبرزها مبادرة ألوان على شاطئ بحر غزة. خلالها، جمعا أشخاصاً من مجالات مختلفة وكذلك مرضى سرطان راحوا يرشّون بعضهم بعضاً بالألوان. تُذكر أيضاً مبادرة مهرّجين على الدراجات، التي شارك فيها 13 شخصاً من مهرّجين ومرضى سرطان، جالوا في شوارع غزة في نهاية شهر مارس/ آذار الماضي، عندما كانت الشوارع مزدحمة، بهدف لفت النظر وإسعاد المرضى، خصوصاً الأطفال منهم، بالإضافة إلى آخرين يعانون من أمراض أخرى.
تجدر الإشارة إلى أنّ بينكي وبرين يدرّبان مرضى السرطان على الاندماج في المجتمع، ويشاركان في أعمال خيرية وغيرها، بالإضافة إلى مساعدة هؤلاء المرضى من الناحية النفسية. يقولان إنّ "هذه رسالة قوية تحفّز المرضى على الاندماج، حين يرون مرضى آخرين وقد باتوا أكثر اندماجاً في مجتمعهم".
نحو ثلاثة آلاف من مرضى السرطان يحصلون على دعم من مؤسسة "بسمة أمل"، من ضمن برامج عدة، أبرزها تأمين مواصلات تنقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية حيث يتلّقون العلاج، وإلى مستشفيات الضفة الغربية، بالإضافة إلى الرعاية من خلال الاستعانة بأطباء من الداخل الفلسطيني وهم من تخصصات مختلفة، ومن بينها الطبّ النفسي.