اعتقلت الشرطة القضائية بمدينة مكناس المغربية، أمس الخميس، طالبين جامعيين يتابعان دراستهما بكلية العلوم، وذلك للاشتباه بتورطهما في قضية الاعتداء بالضرب والجرح وحلق شعر فتاة.
وبحسب بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، فإنه "تم ضبط المشتبه فيهما بالقرب من الحي الجامعي لمدينة مكناس، بعدما أوضحت التحريات الأمنية أنهما شاركا بشكل مباشر في الاعتداء الجسدي على فتاة تعمل بمقصف الجامعة، وذلك بعدما عمدا إلى تكبيل يديها وحجب رؤيتها بواسطة وشاح قطني وحلق شعر رأسها بشكل قسري".
وأوضح البيان أن مصالح الأمن حجزت لدى المشتبه فيهما سلاحين أبيضين من الحجم الكبير، كما تم تقديم الإسعافات الأولية لأحدهما بالمستشفى، بعدما أصيب بحالة إجهاد عند محاولته الفرار خلال عملية التدخل الأمني.
وتابع المصدر نفسه، أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، بينما لا تزال التحريات متواصلة لتوقيف باقي المتورطين في هذه القضية.
وفي تفاصيل القصة، أن الطلبة قاموا عشية يوم الثلاثاء، بحلق شعر رأس وحاجبي العاملة الشابة بالمقصف بعد "مُحاكمتها صورياً" بعدة تهم، أهمها التجسس على عناصر الفصيل القاعدي اليساري، لصالح فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية.
وأضافوا أن المُستخدمة غادرت كلية المقصف بعدما تعرضت للضرب، وعادت بعد ساعتين برفقة شقيقتها للانتقام من الطلبة المُعتدين عليها، لكنهم هاجموها واعتقلوها وقرروا معاقبتها بحلق شعر رأسها وحاجبيها، بالإضافة إلى صفعها على وجهها 40 مرة، حتى فقدت الوعي، مما دفع شقيقتها إلى محاولة الثأر لها وإنقاذها، لكن أحد الطلبة باغتها بسكين، وتسبب لها في جروح خطيرة نُقلت على إثرها إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس.
وقد أثارت القضية ردود فعل غاضبة بين مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن استهجانهم لهذا التصرف "الوحشي" المرفوض، ودعوا إلى محاسبة المتورطين في هذه الحادثة التي تعيد مسلسل العنف الطلابي إلى الجامعات، منتقدين صمت الجمعيات النسائية والهيئات الحقوقية، داعين إلى التحرك لمعرفة ملابسات وظروف هذه الحادثة.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي، إن "ما قام به طلبة فصيل البرنامج المرحلي المحسوبون على اليسار بكلية العلوم بمكناس من خلال حلق شعر فتاة وحاجبيها وطعن أختها، تجاوز كل صور الهمجية والبلطجة التي يمكن أن تقع في كل الأمكنة باستثناء الجامعات التي يفترض أنها فضاء صراع الأفكار والمواقف بشكل سلمي وراقٍ".
وأضاف الشرقاوي "الحادث الخطير الذي جرى أمام صمت إدارة الكلية المفروض فيها التبليغ عن سلامة شخص وضعت حياته في خطر تجاوز كل الحدود المقبولة، وأظهر أنه يحمل الكثير من مظاهر الجرائم التي تمت في لحظة واحدة اتجاه فتاة بسيطة عاملة بمقصف".
وأحصى المتحدث هذه الجرائم، في تشكيل عصابة لارتكاب جنايات تتراوح عقوبتها ما بين 5 و10 سنوات، جريمة انتحال صفة وظيفة عامة (القضاء) والقيام بعمل من أعمال تلك الوظيفة (المحاكمة) عقوبتها تتراوح بين سنة و5 سنوات، جنحة الضرب والجرح مع استعمال السلاح عقوبتها ما بين 6 أشهر وسنتين، ويمكن أن تصل إلى ثلاث سنوات إذا تجاوزت مدة العجز 20 يوما، جريمة الاعتداء على الحرية الشخصية والحجز دون أمر من السلطات عقوبتها ما بين 5 و10 سنوات.