تمكن المصريون في غضون أحد عشر يوما، من جمع غرامات جميع المقبوض عليهم في المظاهرات الرافضة لتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح السعودية، والمعروفين بـ"معتقلي الأرض"، والتي تقدر قيمتها بـ4 ملايين جنيه و700 ألف جنيه هي حصيلة غرامة قدرها 100 ألف جنيه لـ47 معتقلا؛ خرج الجميع، وبقي هشام زهير، رهن الاحتجاز القسري، رغم تسديد غرامته.
وكانت محكمة الاستئناف قد قضت في 24 مايو/أيار الماضي، بتغيير الحكم الصادر على 47 معتقلا في مظاهرات "الأرض والعرض"، من الحبس 5 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه، وقضت بإلغاء عقوبة الحبس مع الإبقاء على الغرامة المالية، فانطلقت حملات جمع تبرعات لسداد قيمة الكفالات كاملة قبل حلول شهر رمضان.
خرج الجميع إلا هشام زهير، وهو شاب مصري من أصول سورية، والدته مصرية ووالده سوري الجنسية، وألقي القبض عليه بشكل عشوائي يوم 25 إبريل/نيسان الماضي، خلال المظاهرات الرافضة للتنازل عن الجزيرتين بموجب اتفاقية تعيين الحدود بين مصر والسعودية في 8 إبريل/نيسان الماضي.
ورغم تسديد غرامته كباقي المعتقلين، إلا أن جميعهم خرجوا إلا هو، حيث تم ترحيله إلى مقر الأمن الوطني، الذي طالب بترحيله إلى سورية، رغم أنه غير مطلوب على ذمة قضايا أخرى، وفقا لقرار النيابة.
ولا يزال زهير معتقلا في قسم شرطة العجوزة، يتعرض لمضايقات عدة من الضباط والمحتجزين، فضلا عن تدهو حالته الصحية لأنه مصاب بالربو ويعاني من عدم وجود تهوية في الحجز.
ويقول محمد ناجي، الباحث بمؤسسة حرية الفكر والتعبير- منظمة مجتمع مدني مصرية-، والذي كان أحد المعتقلين وخرج في الدفعة الأولى لتسديد الغرامات، "منذ قبض علينا كان هشام زهير معنا، ولما عرفنا أنه سوري قلنا إن هذا الشاب سيعاني أكثر منا، هو شخصيا كان يعلم أنه لن يخرج معنا حتى لو دفع الغرامة، وقال إنه سيرسل إلى أمن الدولة بعد القضية، ويوصينا ألا ننساه".
ويضيف ناجي "اللي كنا خايفين منه حصل، وهشام مخرجش لحد دلوقتي، وأمن الدولة مصر إنه يترحل إلى سورية رغم إنه يملك إقامة في مصر هو وأبوه المسن. هشام اتشرد واتظلم في سورية واتظلم واتقبض عليه عشوائي في مصر، واتحكم عليه يدفع 100 ألف غرامة وبعد كده أمن الدولة عايز يرجعه سورية. تضامنوا مع هشام واتكلموا عنه. هشام ملوش حد هنا غيرنا".
وقالت صفحة "الحرية للجدعان" على موقع "فيسبوك"، والتي تتبنى توثيق الجرائم والانتهاكات بحق المعارضين المعتقلين، "إنك تبقى مسجون ظلم دا قهر، وإنك تبقى مسجون ظلم وبرا بلدك دا أقذر، بس إنك تبقى كمان محبوس في مصر: فدا أبشع كابوس ممكن أي شخص يعيشه".
وكتبت العضو المؤسس لمركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب- منظمة مجتمع مدني مصرية-، عايدة سيف الدولة، عبر حسابها الخاص على "فيسبوك": "هشام زهير، ولد في مصر، وعاش طوال عمره في مصر، اعتبروه مصريا حين ألقوا القبض عليه، واعتبروه مصريا حين دفع غرامة الـ100 ألف جنيه، وحين جاء وقت الإفراج عنه اعتبروه سوريا ولازال محتجزا".