يقول محمد الزعيم وهو من أبناء مدينة الزبداني لـ "العربي الجديد"، إنّ "عشرات آلاف السكان الذين نزحوا من الزبداني إلى مضايا، يتعرّضون مع أهل مضايا الى تجويع ممنهج".
يضيف أنّ "كلّ الضجة التي أثيرت حول مضايا أدّت إلى إدخال كميات محدودة جداً من المساعدات، قبل أن يعود واقع الجوع إلى ما كان عليه. كذلك، فإنّ المرضى في مضايا في معظمهم بلا دواء، والأطفال في معظمهم يعانون من سوء التغذية".
ويتابع إنّ "آثار الحملة العسكرية التي شنّتها قوات النظام وحلفاؤها، في مثل هذا الوقت من العام الماضي، ما زالت قائمة. المدينة مدمّرة بالكامل اليوم، والغطاء الأخضر الذي كانت تتمتع به تحوّل إلى رماد".
وعن وضع بلدتَي كفريا والفوعة، يتحدّث حسين وهو ناشط من ريف إدلب. فيشير إلى أنّ "فصائل المعارضة ما زالت تفرض حصارها عليهما ولا تسمح للهلال الأحمر بإدخال المساعدات إلا بالتزامن مع إدخالها إلى الزبداني". لكنّه يقول إنّ "بخلاف باقي المناطق المحاصرة، تنزل طائرات النظام مساعدات جوية، دورياً، للبلدتَين. أمّا المشكلة الأساسية التي يواجهها أهلهما فهي شحّ المياه".
في بيان أصدره منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية، يعقوب الحلو، فإنّ المنظمة الأممية لم تتمكن من الوصول إلى هذه البلدات بسبب التوتّر بين أطراف الاتفاق والقصف الجويّ المستمر في محافظة إدلب وقصف بلدتَي الفوعة وكفريا. وقد دعا الحلو إلى ضمان عدم عودة مشاهد الجوع التي عرفتها بلدة مضايا، قبل أشهر عدّة، وإلى إنهاء العمل بمبدأ العين بالعين الذي يمنع الاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة في الوقت المناسب. كذلك أعرب عن قلق المنظمة إزاء تأخير عمليات إجلاء الحالات التي تستلزم تدخلاً طبياً عاجلاً من البلدات الأربع.
تجدر الإشارة إلى أنّ أرقام الأمم المتحدة تبيّن حاجة أكثر من نصف مليون سوري يعيشون في 18 منطقة محاصرة، إلى مساعدات إنسانية عاجلة.