حطّ أكثر من ألف مهجّر من أهالي مدينة داريا ومقاتليها الرحال في مدينة إدلب السورية وريفها، وكانوا قد وصلوا إليها في تسع قوافل، على مدى الأيام الثلاثة الماضية.
وحظي مهجرو داريا، الذين وصلوا إلى إدلب الخاضعة لقوات المعارضة، باستقبال حافل. وأعلن المجلس المحلي السابق لمدينة داريا، مساء أمس، أنه تم تأمين سكن لجميع الأسر التي خرجت من داريا، خلال اليومين الماضيين، بفضل جهود عدد من المنظمات الإنسانية والمبادرات الفردية، وبالتنسيق مع "غرفة طوارئ داريا" التي تم تأسيسها من قبل المجلس المحلي وأهالي المدينة قبيل تطبيق الاتفاق، وإعلانها كجهة مفوضة معتمدة ووحيدة لتنسيق الجهود الإغاثية والإنسانية لاستقبال وتأمين أهالي داريا الذين سيخرجون منها باتجاه الشمال السوري.
ووصف المجلس جهود المتعاونين في إغاثة مهجّري داريا في إدلب بأنهم قدموا نماذج رائعة في التضامن الإنساني. وأشار المجلس إلى أنه يعمل على ترتيب خروج أهالي داريا المتواجدين في مدينة معضمية الشام، وفقاً لما تضمنه الاتفاق بين المعارضة والنظام.
وفيما يخص مئات الأسر التي خرجت من داريا نحو مناطق في ريف دمشق، فقد توزع القسم الأكبر من المهجّرين المدنيين في مراكز إيواء متعددة في مناطق كالكسوة وصحنايا ومعربا وقدسيا، والتي تشرف عليها فرق الهلال الأحمر ولجان من الأمم المتحدة.
ويقول الناشط الإعلامي محمد الشامي، وهو أحد أبناء مدينة داريا "استقبل المهجرون الواصلون إلى مراكز الإيواء من قبل أقاربهم ومعارفهم المتواجدين في ريف دمشق، فالكثير من أهالي داريا فضلوا النزوح إلى ريف دمشق لوجود أقارب لهم هناك".
وقامت "لجان أممية بتسجيل بيانات وأسماء جميع الواصلين إلى مراكز الإيواء، وقيل لهم إن باستطاعتهم الخروج من المركز والتوجه عند أقاربهم إن هم أرادوا، لكن لايزال هناك تخوف كبير من التحرك في مناطق النظام، خوفاً من إيذاء الشبيحة أو الاعتقال، فلا شيء يضمن سلامتهم، ومازالوا يفضلون البقاء تحت أعين المنظمات واللجان الدولية"، كما ذكر الشامي.
وأضاف "تم تقديم الطعام والشراب والمعاينات الطبية من اللجان الإغاثية وفرق الهلال الأحمر، العديد من الأطفال تذوقوا أطعمة لا يعرفون طعمها، كما نُقل عدد من المرضى إلى المستشفيات، خاصة أن الكثير منهم تأزمت حالتهم الصحية خلال السنوات الماضية التي حرموا فيها من العلاج بسبب الحصار".
من جانب آخر، تحدث سوريون يعيشون في مناطق سيطرة النظام عن عملية "تعفيش" كبيرة قامت بها قوات النظام في داريا بعد تهجير سكانها منها.
يقول صافي من صحنايا "بدأ الشبيحة يبيعون سرقاتهم من داريا في أسواق صحنايا وتحت أعين الحكومة وبدون خجل، يقولون هذه غنائمنا، أجهزة كهربائية وأثاث وأدوات منزلية، بالنسبة إليهم لم تعد السرقة أمراً معيباً، في ظل عدم وجود من يسألهم من أين لكم هذا".
يُذكر أن قوات النظام منعت المهجّرين من إخراج الأموال والذهب أثناء إخراجهم من داريا.