تمكنت عناصر الشرطة العراقية في محافظة دهوك، بإقليم كردستان، من إيقاف مراسم حفل زواج لطفلة تبلغ 10 أعوام على رجل يبلغ 47 عاماً، بعد اقتحامها الحفل البسيط الذي حضره أهل العروس ورجل دين.
ووفقاً لوسائل إعلام كردية في إقليم كردستان، نقلت تفاصيل الحادث عن مدير مكافحة العنف ضد المرأة في دهوك، المقدم آرام محمد، فإن "منظمة محلية اتصلت بالشرطة لتبلغ عن الحالة في أحد مخيمات النازحين الأكراد السورين في مدينة دهوك، وتمت عملية مداهمة المكان ومنع إتمام عملية الزواج أمس الأحد".
وأضاف أن "الشخص الذي أراد الزواج بالطفلة هو رجل عازب، لكن القوانين تمنع هذا النوع من الزواج".
وبيّن أن "أسرة الطفلة تذرعت بأنهم لاجئون ووضعهم المالي صعب، وأن تقاليد الأسرة تقضي بتزويج الفتيات مبكراً، لكن هذه المسوغات غير مقنعة لتزوج فتاة بهذا العمر الصغير"، مؤكدا نقل الطفلة إلى مركز للإيواء، فيما أحالت والديها للقضاء.
وحول ردّ فعل الفتاة، قال: "كانت لا تزال طفلة، قالت لنا مبتسمة: أنا سأتزوج، ما دخلكم أنتم بالموضوع؟"
وتابع "هذه الحالة ليست غريبة في المخيمات، في السنة الماضية كان هذا الأمر شائعاً، لكن الوضع تحسن قليلاً هذا العام، بسبب فتح دورات توعية بشكل مستمر للنازحين".
وأكد المقدم آرام محمد "أجريت حملة توعية بالمحافظة لرجال الدين، بعدم جواز تزويج الفتيات الصغيرات"، متابعاً "وقع رجال الدين على تعهدات بعدم تزويج أية فتاة صغيرة، وتقديم المخالفين للقضاء".
وبحسب التشريعات المعمول بها في إقليم كردستان، فإن السن القانونية لزواج الفتيات هي 18 عاماً برضاهن، لكن يجوز زواج الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً بموافقة أولياء أمورها.
ومن غير المسموح به تزويج الفتيات اللواتي تقل أعمارهن عن 16 عاماً، لذا فإن هذا النوع من الزواج يتم من قبل رجال الدين خارج أروقة المحاكم.
وتظاهر، العام الماضي، العشرات من نشطاء المجتمع المدني وناشطات نسويات وإعلاميين في دهوك للتنديد بجريمة قتل فتاة في الخامسة عشرة من عمرها على يد زوجها بعد أيام من تزويجها، وهو ما دفع بحكومة الإقليم إلى تشديد الإجراءات على هذا النوع من الزيجات.