منعت الشرطة الموريتانية، اليوم الخميس، مسيرة لآباء الطلاب المهندسين من مواصلة طريقها نحو باحة القصر الرئاسي للتظاهر ضد منع أبنائهم في السنة الثالثة من مواصلة دراستهم بمدرسة المهندسين.
واعترض الأمن المسيرة بحجّة عدم الترخيص، وطالب المنظمين بفضّها فوراً، وهو ما استغربه المنظمون لأن "الوقفات والمسيرات شبه يومية أمام القصر الرئاسي دون إذن أو ترخيص".
وكان آباء طلاب مدارس المهندسين، قد طالبوا، في بيان أصدروه، مساء الأربعاء، بالسماح لأبنائهم الذين نجحوا في السنة الثانية للانتقال إلى السنة الثالثة، كما هو حال طلاب السنة الثالثة والرابعة، داعين إلى فتح المجال أمام جميع الطلاب لإكمال مشوارهم الدراسي".
وندّد آباء الطلاب المهندسين بقرار وزارة التعليم العالي بدمج مدارس المهندسين الثلاث في مدرسة واحدة، وإجراء مسابقة لاختيار الطلاب، ووصفوا القرار أنه مخالف للمساطر القانونية، وكشف البيان عن اختلالات بشأن المسابقة، وطبيعة الأسئلة التي طرحت على الطلاب خارج المنهج الدراسي.
وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في موريتانيا، قد قررت في شهر أبريل/ نيسان الماضي دمج ثلاث مدارس للمهندسين في مدرسة واحدة، وأكد وزير التعليم العالي سيدي ولد سالم في تصريحات سابقة، أنّ تجربة تعدد مدارس المهندسين التي بدأت منذ عام 2011 أثبتت الحاجة للمراجعة والدمج في مدرسة واحدة مع فتح عدة تخصصات داخلها.
قرار وزارة التعليم العالي كان محلّ رفض من طلاب المدارس الثلاث، ووصف الطلاب قرار الوزارة بدمج المدارس، وطرد 16 منهم بالقرار الجائر، وكذا إجراء مسابقة موحدة لهم بعد أن كانوا موزعين على تخصصات بناء على وجود مدارس متعددة، قررت الحكومة بشكل مفاجئ دمجها في مدرسة واحدة.
وقامت وزارة التعليم العالي، خلال العام الجاري، بمراجعة سياسة تعدد المدارس العليا والجامعات، حيث تم دمج مدارس المهندسين، إضافة إلى دمج الجامعات الحكومية بنواكشوط في جامعة واحدة كما كان موجوداً قبل عام 2011.
ويرجع المراقبون ذلك إلى أسباب اقتصادية، إضافة إلى نقص في الكادر البشري، وكشف وزير التعليم العالي، سيدي ولد سالم، أن العجز على مستوى أساتذة الجامعة وصل إلى 250 أستاذاً معلناً عن إجراءات تهدف لمواجهته، مثل زيادة ساعات التدريس على الأساتذة الحاليين واكتتاب 134 أستاذاً جامعياً جديداً.