والقاضي وهو من مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية المحتلة، هو أصغر أسير فلسطيني مضرب عن الطعام، ويحاول الصمود في الفترة الحالية أمام السجان الذي يريد قهره، وجسده الذي بات هزيلاً، ووزنه الذي فقد منه نحو 30 كيلو غراماً.
في الثاني والعشرين من شهر مايو/أيار الماضي، قبيل اعتقاله بيوم، أصدرت سلطات الاحتلال، حكماً إدارياً على الأسير القاضي، يقضي بسجنه لمدة أربعة أشهر مرجحة للتمديد، ويعتبر هذا الاعتقال هو الثاني بعد قرابة شهر ونصف الشهر من الإفراج عنه، إذ اعتقل للمرة الأولى في السابع من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
والدة القاضي قالت لـ"العربي الجديد" إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرضت حكماً إدارياً على ابنها، لمدة أربعة أشهر، لكن من دون أي ضمانات لإطلاق سراحه، وهنالك خوف من تمديد الاعتقال لفترة أخرى، ما دفع مالك إلى خوض إضراب مفتوح عن الطعام حتى لا يقهره السجن والسجان.
طغى الحزن على صوت الأم وهي تتحدث عن طموحات نجلها في أن ينهي عامه الأول في جامعة القدس ببلدة أبوديس، كي يتخصص في الصحافة والإعلام، ويخطو الخطوة الأولى من مشوار الألف ميل ليصبح صحافياً رياضياً، أو مذيعاً تلفزيونياً، لكن الخوف من أي أعراض صحية قد تلازمه بسبب إضرابه عن الطعام، وصغر سنه، تحول دون تحقيق طموحاته.
تعيش الأم لحظات عصيبة، "شعوري صعب جداً، سمعت عن عملية جراحية أجراها مالك، وسمعت عن ضربه بعد العملية بلحظات" تضيف بقلق وخوف شديدين، وتناشد المسؤولين الفلسطينيين، والقيادة السياسية، وأبناء الفصائل والتنظيمات، إلى جانب الشارع الفلسطيني بتكثيف الجهود بكافة الوسائل المتاحة والخروج إلى الساحات والشوارع في تظاهرات واعتصامات من أجل ممارسة الضغط لتحقيق مطالب ابنها.
ووجهت، أيضاً، رسالة إلى مؤسسات المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، وهيئات الأمم المتحدة، بضرورة تحمل مسؤولياتها اتجاه الأسرى المضربين عن الطعام، والعمل بشكل فوري وسريع من أجل إنقاذ حياتهم، وتقديم المساعدة الطبية اللازمة لهم، وإطلاق سراحهم وإنهاء ملف اعتقالهم الإداري.
يداهم الشوق أم مالك، وهي تتحدث عن آخر زيارة لابنها البكر، حيث منعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من زيارته أواخر يونيو/ حزيران الماضي، إذ يمنع الاحتلال الإسرائيلي عائلات الأسرى المضربين على الطعام من زيارتهم بغرض ممارسة ضغوط عليهم لكسر إضرابهم، ما يجعل الأم تعيش في حالة قلق دائم، وبصيص أمل قريب.