انتقدت برلمانيات تونسيات تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي السابق، مانويل فالس، حول المرأة التونسية، بحيث أكدن أن "كلام فالس يستدعي وقفة حازمة"، كما طالبن بتقديمه اعتذاراً والتراجع عن تصريحاته.
وسادت حالة من الاستياء داخل البرلمان التونسي، الذي يعد أول برلمان عربي وأفريقي من حيث عدد النساء، إذ يمثلن ثلثه (73 نائب امرأة)، بسبب تصريحات فالس، التي أعلن فيها، أن "المرأة التونسية، على غرار نظيرتها في إيران، مضطهدة وتُجبر على ارتداء الحجاب، وتخوض معارك من أجل خلعه".
وأثارت تصريحات فالس، أيضاً، موجة من الاعتراضات في شبكات التواصل الاجتماعي، كما نددت بها وسائل الإعلام المحلية، التي استنكرت ما أدلى به المسؤول الفرنسي السابق خلال مشاركته في مؤتمر الاستثمار الشهر الماضي.
وفي السياق، ردت البرلمانيات على فالس، بمبادرة من النائب عن "نداء تونس" ليلى أولاد علي، عبر عريضة وقعها قرابة الأربعين ممثلاً عن جميع الكتل النيابية، تهدف إلى مراسلة رئيس الوزراء الفرنسي السابق، للتعبير عن رفض تصريحاته، ودعوته للاعتذار للشعب التونسي.
وقالت النائب عن "نداء تونس"، وفاء مخلوف، لـ"العربي الجديد"، إن "ما صدر عن فالس غير لائق، وهذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها تصريحاته تونس، وهو الذي يدعي أنه صديق للبلاد".
وأضافت مخلوف، أنها بمناسبة ترؤسها للجنة لرجال الأعمال، تضم فرنسيين، أعربت عن استنكارها لما أدلى به، وناصرها في ذلك عدد منهم، معبرين عن رفضهم هذه الإساءة.
وكشفت أن "ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي السابق مجانب للصواب في جزء كبير منه، فالمرأة التونسية تتمتع بحرية اللباس، ولها من الوعي لتختار ما ترتديه وفق قناعاتها".
وأوضحت "كانت بعض النسوة يخضعن للضغط من أجل ارتداء الحجاب في أوساطهن العائلية والمجتمعية، ويفضلن الاستجابة لإنهاء الضغط، فإن الأمر لا يرقى لأن يكون سياسة دولة تفرض الحجاب على النساء، وتعاقبهن على تركه".
وأكدت أنه "ليس لفالس أن يتدخل في هذا الشأن، أو أن يتحدث عنه بهذه الطريقة المسيئة، وأن يضع المرأة التونسية في السلة ذاتها مع المرأة الإيرانية، لأن الوضع لا يتشابه في أي صورة من الصور".
وذكرت المتحدثة أنه "ليس بغريب على فالس ضرب صورة تونس"، مشيرة إلى أنه "سبق لها لقاؤه ولقاء مستشاره للتعبير عن استيائها رفقة برلمانيين تونسيين من الخطاب الذي ألقاه في البرلمان الفرنسي، والذي أكد خلاله أن تونس هي المفرخ الرئيسي للإرهاب، وهو ما ضرب صورة البلاد في الصميم"، مبرزة أنها ذكّرته أن "الإرهاب داء ضرب العالم بأسره، وخاصة منطقة المتوسط، وإذا ما لم يتم معالجته وفق مقاربة تشاركية فإنه سيمس شمال المتوسط وجنوبه بالقدر ذاته".