نفّذ مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي، اليوم الاثنين، عمليات حرق وسرقة في مدينة الموصل، في حادثة هي الأولى منذ انطلاق الحملة العسكرية لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال سكان محليون فارّون من الموصل، إن المسلحين نفّذوا عمليات حرق طاولت عددا من المباني الحكومية والمنازل والمحال التجارية في عدد من الأحياء المحررة بالجانب الشرقي للموصل، مؤكدين لـ"العربي الجديد"، أن المسلحين اقتحموا المكتبة المركزية في الموصل ونهبوا محتوياتها قبل إحراقها.
وأشار فارّون إلى تعرّض عدد من المساكن ومحال الذهب إلى عمليات نهب من قبل عناصر ترتدي الزي العسكري العراقي، وتستقل سيارات حكومية.
وتعد مكتبة الموصل واحدة من أقدم المكتبات العراقية، وتحوي كتبا قديمة ونادرة، فضلا عن مخطوطات قديمة يصل عمر بعضها إلى مئات السنين في الأدب والشعر والتاريخ والجغرافيا والأديان.
إلى ذلك، عبّر عضو "تحالف القوى العراقية"، محمد المشهداني، لـ"العربي الجديد"، عن قلقه من الأنباء التي تحدثت عن عمليات حرق وسرقة في الأحياء المحررة بالموصل، محذرا من تكرار الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا "الحشد الشعبي" خلال معارك سابقة في تكريت والفلوجة والرمادي وديالى.
ودعا المشهداني رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والحكومة المحلية في الموصل، إلى التدخل العاجل لوقف مثل هذه الخروقات، مطالبا المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بمتابعة الموضوع، والتحقق من الجهة التي وقفت وراء الحرق والسرقة في الموصل.
وحذّرت منظمات إنسانية محلية ودولية، في وقت سابق، من حدوث انتهاكات بحق أرواح وممتلكات المدنيين في الموصل. وسبق لمنظمة "العفو الدولية" أن نشرت تقارير تشير إلى ارتكاب مليشيا "الحشد الشعبي" انتهاكات جسيمة بحق السكان، مؤكدة أن قوة مسلحة ترتدي زي الشرطة العراقية عذّبت حتى الموت مدنيين اعتقلتهم في الأحياء المحررة.
وشهدت الموصل عمليات سرقة للمواد الإغاثية المخصصة للمدنيين النازحين من المناطق التي تشهد قتالا بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة، بحسب النائب رعد الدهلكي، والذي أكد أن قوات مسلحة عراقية سرقت 200 خيمة قدمتها وزارة الهجرة للنازحين.