وجه الطبيب الفرنسي زهير لهنا، نداء إلى الأسر الفرنسية، للوقوف مع اللاجئين السوريين في محنتهم، واستضافتهم أو تولي شؤونهم المعيشية.
يَعرِف الطبيب زهير لَهنا، المغربي الأصل، بأنه "طبيب الفقراء"، بسبب زياراته المتكررة لأماكن النزاع التي يتجنبها كثيرون. زار طبيب الولادة الفرنسي الجنسية، أفغانستان واليمن، كما زار غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير.
وزار لهنا، سورية منذ اندلاع الثورة مرات عديدة لمساعدة الأطباء، كما نظَّم دورات تدريبية لأطباء وممرضات سوريات، وزار الحدود السورية التركية، حين لم يتمكن من دخول حلب وغيرها من المدن السورية المحاصرة، كما لا يتوقف عن فضح ما يجري في سورية، والصمت العربي والدولي عبر وسائل الإعلام.
وكتب على "فيسبوك": "في نهاية هذه السنة أتواجد في باريس، التي بلغت الحرارة فيها درجة صفر مئوية، وأرى في مناطق شمال باريس، عائلات سورية تطلب المساعدة في البرد القارس بصحبة أطفالها، لم أستطع المشي أكثر من ساعة بسبب البرودة، فتساءلتُ لماذا لا نفتح أبوابنا أمام هؤلاء".
وأضاف لهنا، "هؤلاء إن كانوا متواجدين هنا، فليس من أجل أنوار فرنسا، بل لأنهم طردوا من بلدهم بسبب الحرب، ولأنهم أُرغِموا على مغادرة بيوتهم وإحراق ماضيهم من أجل مستقبل مجهول، وهم الآن يستعطفون، ليس لأنهم يحبون مدّ أيديهم، بل لأنهم مُرغَمون على ذلك.
حين سألتهم عن السبب، أجابوا: من أجل أن ندفع ثمن الإقامة في الفندق".
وكشف الطبيب أنه شاهد في برنامج تلفزيوني فرنسي عائلات تفتح أبوابها وتمنح غرفة للاجئين لمدة شهور"، وعرض فيديو قصيرا لمواطن فرنسي، اسمه دانييل جينارو، استقبل في بيته لاجئا سوريا منذ شهر سبتمبر/أيلول، وكشف عن السبب في بادرته وما منحه إياه استقبال هذا اللاجئ، فقال إنه "لا يمكن للمرء أن يظل لامباليا إزاء ما يحدث".
وعلَّق لَهْنا أن العائلات المسلمة تستطيع أن تفعل نفس الشيء، مستدركا أن "الخوف من الإرهاب يشلّ الكثيرين"، وطالب العائلات المسلمة التي كَبُر أبناؤها وغادروا بيوتهم، أن تمنح الغرف الشاغرة لهؤلاء اللاجئين.