أرقام مفاجئة أوردتها وزارة الصحة المغربية بخصوص المصابين بداء السكري في البلاد، بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض، والذي اختارت له منظمة الصحة العالمية والفديرالية الدولية لداء السكري شعاراً لهذه السنة: "المرأة وداء السكري".
وتقول إحصائيات وزارة الصحة المغربية إن أزيد من مليوني شخص يفوق سنهم 25 عاماً مصابون بداء السكري، و50 في المائة منهم يجهلون إصابتهم بهذا الداء، في حين تمثل النساء ضمنهم 50 في المائة.
وسجل المصدر ذاته أن المرأة المغربية المصابة بداء السكري تواجه العديد من الصعوبات في مراقبة مرضها، وفي تدبير شؤون أسرتها وإدارة مسؤوليتها العملية، إذ تشكل هذه الصعوبات، في غياب المتابعة الطبية، عائقاً أمام الحمل أو مضاعفات صحية لها وللجنين أو الرضيع خلال الحمل أو الإنجاب.
وتقول في هذا الصدد، شامة العجوي، في نهاية عقدها الخامس، ومصابة بداء السكري منذ عقدين من الزمن، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر ما يزعجها في هذا الداء هو صعوبة مراقبته بشكل ناجع".
وتشرح بأنها "تعاني من مشكلة التلاعب الكبير في معدلات السكري في دمها، ما يؤثر سلباً على صحتها المعتلة أصلاً"، مشيرة إلى أنها تعبت من تقاذف الأطباء لها ومن كثرة الأدوية، الشيء الذي يكلفها مادياً وهي سيدة أرملة، وفق تعبيرها.
سيدة أخرى، وهي موظفة متقاعدة، تعالج داء السكري عن طريق الأنسولين، تقول لـ "العربي الجديد" إن هذا المرض هو قاتلٌ صامتٌ، يفتك بالجسد شيئاً فشيئاً إلى أن يهدمه بالكامل، مشيرة إلى تعرضها لعدة أمراض أخرى هي من تداعيات إصابتها بداء السكري قبل أزيد من عشر سنوات.
وتتابع بأن "هناك حديثاً عن مجانية أدوية السكري خاصة الأنسولين، لكنني لم أحظ بشيء من هذه المجانية". وتؤكد أنها لا تزال تسدد ثمن حقن الأنسولين التي تستخدمها مرات عدة في اليوم، بالتقسيط.
وزارة الصحة المغربية ردت بأنها تقوم بتوفير العلاجات والأدوية الخاصة بالسكري بالمجان لنحو 748 ألف مريض مصاب بهذا الداء، بينهم 64 في المائة من النساء، وأكثر من 325 ألف مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين.
— World Diabetes Day (@WDD) ١٤ نوفمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وتؤكد السعدية بنضركة، سيدة في عقدها الرابع، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أنها لم تكن تعلم أنها مصابة بداء السكري إلى أن فوجئت ذات يوم بفحص دمها ضمن حملة تطوعية بمدينتها.
وتتابع بأنها كانت تجهل تماماً إصابتها بالسكري، رغم شعورها بجفاف في الفم، وكثرة التبول، لكنها عزت الأمر إلى كثرة شرب الماء، مضيفة أنها صدمت لما بيّنت نتيجة تحليل الدم أنها مصابة بداء السكري، وأنه يتعين عليها تناول الأقراص، واتباع حمية غذائية خاصة لصد هذا المرض.
وزارة الصحة من جهتها تؤكد أنها تتكفل بالمرأة المصابة بداء السكري، خصوصاً الحوامل منهن، عبر إخضاعهن للمراقبة الطبية والبيولوجية المجانية، ورفعها للميزانية المخصصة لشراء الأدوية المضادة لداء السكري.