ألقى موقع مجلة "تايم" الأميركية الضوء على دراسة جديدة عرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الجيولوجية الأميركية، وعرضت تحليلاً يشير إلى أن العالم قد يشهد ازدياداً سريعاً وواضحاً لوتيرة الزلازل المدمرة.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من استحالة التنبؤ بدقة بالزلازل، إلا أن النظر على السجل الزلزالي يسمح للجيولوجيين بالكشف عن بعض الأنماط المتميزة. وفي الدراسة الجديدة التي عرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الجيولوجية الأميركية في سياتل ونشرت في مجلة "رسائل البحوث الجيوفيزيائية"، والتي تم إعدادها من الجيولوجيين، روجر بيلهام من جامعة كولورادو، وبولدر وريبيكا بينديك من جامعة مونتانا، تم تتبع الزلازل التي سجلت 7 درجات أو أكثر على مقياس ريختر في جميع أنحاء العالم منذ عام 1900.
وفي حين أنه في معظم السنوات كان هناك ما متوسطه فقط 15 هزة كبيرة من هذا الحجم في العام الواحد، كانت هناك فترات متباعدة بشكل متساو في السنوات الـ117 الماضية، حيث قفز الإجمالي السنوي إلى ما بين 25 و30 زلزالاً كبيراً بالعام الواحد، بحسب الدراسة.
أكثر من قرن من الزمن على كوكب عمره أكثر من 4 مليارات سنة ليست عينة زمنية تمثيلية، ولكن بيلهام وبنديك لاحظا شيئاً آخر عن هذه الفترات المتقلبة التي يزيد فيها احتمال الزلازل. حيث يبدو أنها تتبع التباطؤ الدوري في سرعة دوران الأرض. فكوكبنا الصلب هو أقل صلابة بكثير مما يبدو، وهذا صحيح ليس فقط لناحية وجود المحيطات والهواء، ولكن أيضاً لوجود اللب الخارجي للأرض، والذي تناهز سماكته 1200 ميل (2.200 كيلومتر)، ويتكون معظمه من الحديد السائل والنيكل السائل، إن هذا الطين المنصهر يتميز بعدم الاستقرار، فهو يتأرجح بشكل مستمر مع مرور الوقت، ومع حركة دوران الأرض، فإنه يتحرك كما يتحرك الماء في دلو يتم التلويح به جيئة وذهاباً في دورة متكررة.
هذه الحركة في عمق الأرض تغير قليلاً معدل دوران الكوكب، حيث يتم إضافة أو طرح نحو ميللي ثانية إلى اليوم الأرضي الواحد، وهو التغيير الذي يتم تسجيله بانتظام من قبل الساعات الذرية. عندما يحدث التباطؤ، لا يزال جوهر المنصهر يضغط على الخارج، تطبيقاً لقانون نيوتن الذي يقول، إن الأشياء المتحركة تحاول بكل ما في وسعها أن تبقى في حركة.
— RT (@RT_com) ١٩ سبتمبر، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
هذا الضغط الخارجي الذي تخلفه حركة لب الأرض المنصهر ينتشر ببطء من خلال الصخور والألواح والفتحات التي تكمن فوقه. العالمان بيلهام وبنديك يعتقدان بحسب حساباتهما، أن الأمر يستغرق من خمس إلى ست سنوات للطاقة التي ترسلها النواة حتى تنتقل إلى الطبقات العليا من الكوكب، حيث تحدث الزلازل، وهذا يفسر الفجوات الزمنية بين فترات ارتفاع وتيرة الزلازل.
وتشير الأحداث الأخيرة إلى نمط حركة يسبب زلازل كبيرة، حيث سجل زلزال بقوة 7.1 والذي ضرب مدينة مكسيكو في 19 سبتمبر/أيلول. وآخر بقوة 7.3 على الحدود بين إيران والعراق يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني، وآخر 7.0 ضرب قرب كاليدونيا الجديدة يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
ولا تقترح الدراسة الجديدة متى يمكن أن تكون هناك زيادة في الزلازل فحسب، بل تشير أيضاً إلى أن ذلك سيكون بالقرب من خط الاستواء، ضمن خط عرض يبلغ 30 درجة شمالاً أو جنوباً. ومن المنطقي أن تكون هذه منطقة الأخطر، لأن أي نقطة معينة على طول خط الاستواء، تدور بسرعة تصل إلى 1000 ميل في الساعة (1600 كيلومتر/ ساعة) أسرع من نقطة أقرب إلى القطبين، وبالتالي، فإن التباطؤ في الدوران الكلي سيكون أكثر قوة على طول خط الوسط (الاستواء). وتجدر الإشارة إلى أن الزلزال الإيراني - العراقي وقع عند خط عرض شمالاً يبلغ 33 درجة تقريباً، متجاوزاً بذلك الحد الذي رسم على الخرائط، ولكن ليس بكثير.