شهدت معظم المدارس الفلسطينية بما فيها مدارس مدينة القدس المحتلة، اليوم الأربعاء، فعاليات تربوية احتجاجية شارك فيها آلاف التلاميذ للتعبير عن رفضهم إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المرتقب حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والحديث عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وأكد آلاف التلاميذ المشاركين في فعاليات مدارس مدينة القدس، على تمسكهم بالقدس وعروبتها واعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، وقبلة المسلمين الأولى، فيما رفع المشاركون داخل الساحات العامة في المدارس العلم الفلسطيني وسط ترديد النشيد الوطني "موطني".
وتأتي هذه الفعاليات في المدارس الفلسطينية تنفيذاً لتوجيهات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية التي أعلنت قبل يومين عن يوم غضب في مدارس الوزارة بمختلف المحافظات تنديداً بنية الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ورفضاً لأي خطوة في هذا الاتجاه.
وأكد مسؤول في مدارس التربية والتعليم في القدس (فضل عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، أن قطاع التعليم في القدس هو أكثر القطاعات استهدافاً من قبل الاحتلال سواء بمحاولات فرض المنهاج الإسرائيلي على مدارس المدينة، أو باعتقال طلابها ومعلميها وإبعادهم عن مقاعد الدراسة، فيما شدد على أن من شأن إعلان ترامب، أن يشجع الاحتلال على ممارسة إجراءات التهويد لهذا القطاع تحت مسمى سيادة الاحتلال على القدس.
وفي الضفة الغربية، عمّ الغضب المدارس الفلسطينية، اليوم، احتجاجاً على الموقف الأميركي حول مدينة القدس، ورفضاً لقرارها بنقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة وإعلانها عاصمة لدولة الاحتلال.
وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، صادق الخضور، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الفعاليات بالتأكيد تسعى لتثقيف الطلاب وإحاطتهم علماً بما يجري حولهم، وتهيئتهم في حال اتخذت الأمور منحى آخر".
وأكد الخضور على أن "الطلاب الفلسطينيين أيضاً هم الأجدر بمعرفة ماذا يترتب على قرار نقل السفارة الأميركية للقدس من تبعات قانونية وإدارية، نحن لا نريدهم أن يشاركوا بالفعاليات دون معرفة ما يجري"، مشيراً إلى أن المشاركة في بعض الفعاليات الجماهيرية توفر الزخم المعنوي المطلوب ليتناغم مع الجهود التي تقوم بها القيادة السياسية على المستويين السياسي والدبلوماسي لحشد التأييد، وبذلك يتكامل جهد الطلاب في الميدان والفعاليات الشعبية والوطنية والإسلامية مع جهود القيادة السياسية".
في غضون ذلك، تخلل "يوم الغضب" الذي أعلنت عنه وزارة التربية الفلسطينية قبل يومين، ونفذ اليوم في المدارس الفلسطينية، فعاليات استنكارية رفضاً لموقف الإدارة الأميركية من القدس، بمشاركة الطلاب والأسرة التربوية ومؤسسات فلسطينية، حيث رفع الطلاب شعارات رافضة ومنددة بالموقف الأميركي من المدينة المقدسة.
وألقى الطلاب كلمات تعبر عن الرفض المطلق لهذا الموقف، ووقفوا دقيقة صمت احتجاجاً على تلك الخطوة، علاوة على فعاليات مختلفة كحلقات نقاش ومناظرات ناقشوا فيها النتائج الكارثية المتوقعة من القرار الأميركي الخطير بنقل السفارة إلى القدس؛ وانعكاساته على القضية الفلسطينية بشكل عام ومدينة القدس بشكل خاص.
وفي فعالية أقيمت في إحدى المدارس المهددة في محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، أكد وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، صبري صيدم في كلمة له، أن إرادة الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه ومقدساته؛ ستفشل كافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن الأسرة التربوية ستكون دائماً في مقدمة المدافعين عن هذه القضية المقدسة.
وقال صيدم:"ما دامت حناجر طلبتنا تصدح صباح كل يوم بالسلام الوطني؛ فلن يمر أي مخطط احتلالي أو استعماري، وسينقلب السحر على الساحر".
وخلال فعالية مركزية نظمتها الوزارة في مدرسة فيصل الحسيني بمدينة رام الله، أكد وكيل وزارة التربية بصري صالح في كلمة له، أن وقوف كافة المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها الأسرة التربوية، اليوم، يؤكد على الرفض المطلق لقرار الإدارة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس.
وشدد صالح على أن هذا القرار يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية، كون القدس مدينة محتلة بحسب القرارات الدولية، وأن المساس بها خطوة تحمل نتائج خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية وستكون لها انعكاسات لا تحمد عقباها.
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية استمرار الغضب في عموم مدارس فلسطين يوم غدٍ الخميس، من خلال العديد من الفعاليات الوطنية المختلفة، حيث ستشمل توجيه الإذاعات الصباحية المدرسية للحديث عن القدس وأهميتها لدى المسلمين والمسيحيين بوجه عام والفلسطينيين على وجه الخصوص، وتوجه معلمي وطلاب المدارس الثانوية والجامعات بعد الحصة الخامسة للمشاركة في المسيرات والمظاهرات التي تنظم غداً في كافة المحافظات الفلسطينية.