وأوضح التقرير الصادر، يوم الجمعة 23 فبراير/شباط الجاري، الذي يصدر بعنوان "توقعات إقليمية عن القرن الأفريقي والبحيرات الكبرى من يناير إلى مارس 2017" أن مستويات الأزمة الغذائية في القرن الأفريقي زادت بنسبة 30 في المائة مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في يناير/كانون الثاني 2016.
وبيّن التقرير الذي يعرض الأوضاع، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2016، إضافة إلى التوقعات بين يناير ومارس/آذار المقبل، أن موجات الجفاف المتتالية التي ضربت المحاصيل، إضافة إلى النزاعات المسلحة وانعدام الأمن، والأزمات الاقتصادية أثرت بشكل أساسي على الفئات الهشة والأكثر ضعفاً في دول القرن الأفريقي والبحيرات الكبرى.
وأشار التقرير إلى أن حجم الأزمة الحالية التي تطاول الأسر الضعيفة للعام الثاني على التوالي يفوق قدرة دول القرن الأفريقي على التصدي لها، على الرغم من صرف بعض الدول ميزانيات لدعم الاحتياجات الإنسانية فيها. فأثيوبيا رصدت 780 مليون دولار عام 2016، كما خصصت كينيا 99 مليون دولار لعام 2017.
ولفت إلى أن سوء التغذية الحاد وفقر الدم بين الأطفال دون سن الخمس سنوات، لا سيما اللاجئين منهم، لا يزال مصدر قلق كبير في أجزاء كبيرة من جنوب السودان وأثيوبيا والصومال والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وأوغندا.
وأكد أن عشرة مخيمات للاجئين من أصل 24 مخيماً في أثيوبيا تجاوزت عتبة الطوارئ، كما أن عدد المحتاجين لمساعدات غذائية مستعجلة في بوروندي ارتفع العام الماضي من1.1 مليون شخص إلى ثلاثة ملايين، ما يقدر بنحو 26 في المائة من مجموع السكان.
— UNOCHA (@UNOCHA) February 26, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ورأى التقرير، أن الحروب هي السبب الرئيس لأزمة اللجوء والنزوح في تلك المنطقة، مشيراً إلى تقديرات المفوضية العليا للاجئين، أن هناك نحو أربعة ملايين لاجئ حتى أول يناير 2017، أغلبهم من جنوب السودان. وإن نحو 1.9 مليون شخص نزحوا داخلياً، في حين أن 1.54 مليون آخرين نزحوا إلى دول الجوار هاربين من انعدام الأمن والغذاء معاً.
وأضاف أن النزاع المسلح والعنف الطائفي في جمهورية الكونغو الديمقراطية تسبب في تشريد 178 ألف شخص منذ سبتمبر 2016، ما رفع عدد النازحين داخلياً إلى 2.1 مليون نسمة في البلاد. في حين أن 64 ألفاً نزحوا من بوروندي، منذ أكتوبر 2016، إلى بلدان مجاورة ليصل عددهم الإجمالي إلى 364 ألف نازح.
— UNOCHA (@UNOCHA) February 23, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاء التقرير على الأمراض المتفشية بين هؤلاء في دول القرن الأفريقي، ومعها الملاريا والكوليرا والحصبة، كما أشار إلى شح التمويل والمساعدات التي تزيد من صعوبات الوضع الصحي، وتقلل من قدرات مرافق الرعاية الصحية على مواجهة الواقع الصعب.
ونبه التقرير إلى أن إعلان المجاعة في أجزاء من ولاية الوحدة في جنوب السودان، قد يتبعه إعلان مشابه في الصومال مع سرعة تدهور الأحوال خلال عام 2017، لافتاً إلى ارتفاع أعداد الذين يعيشون في حال انعدام الأمن الغذائي الشديد إلى 22.9 مليون شخص في القرن الأفريقي، وهو عدد قابل للارتفاع.
— UNOCHA (@UNOCHA) February 23, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كما رجح أن تطاول المجاعة في جنوب السودان نحو 4.9 ملايين شخص حتى أبريل/نيسان 2017، مع احتمال زيادة هذا العدد إلى 5.5 ملايين شخص حتى يوليو/تموز 2017. كما اعتبر أن الحال في الصومال يبعث على القلق مع ازدياد المحتاجين للغذاء من خمسة ملايين في سبتمبر 2016 إلى أكثر من 6.2 ملايين في فبراير/شباط الجاري. وأكد أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في كينيا وصل إلى 2.7 مليون نسمة.
وأدرج التقرير جملة توقعات، حتى مارس المقبل، منها استمرار التهجير من جمهورية الكونغو الديمقراطية بمعدل 2000 شخص يومياً مع استمرار أعمال العنف المسلح في الصراع العرقي والانكماش الاقتصادي، ومنها انتشار الأمراض المعدية في دول المنطقة بسبب كثافة المخيمات وسوء الصرف الصحي وشح المياه الصالحة للشرب.
وختم، إن تمويل الأزمات المشار إليها في دول القرن الأفريقي والبحيرات الكبرى يقدر بنحو 6.8 ملايين دولار، خلال عام 2017، مع احتمال ارتفاع التكلفة.