يشعر الأردنيون بأنّ سائقي سيارات التاكسي التقليدية لم يعودوا يتحكمون بهم. في المقابل، يشعر السائقون بتهديد التطبيقات، التي تغزو البلاد وتنقل الركاب بسرعة إلى أيّة وجهة
إنّها الثالثة عصراً... انتهى دوام القطاع العام وجزء كبير من شركات القطاع الخاص، واندفع عشرات آلاف الموظفين والعمال إلى الشوارع إيذاناً ببدء الازدحام المروري اليومي.
من كان يقود سيارة خاصة اشتكى بلغة الزمامير، فيما تبدو الأوضاع أكثر صعوبة بالنسبة لغالبية من لا يملكون سيارة. هؤلاء مضطرون للوقوف أوقاتاً طويلة على الطرقات في انتظار وسيلة نقل عام، وسط خضوع كامل لمزاج السائقين.
انتهى دوام مدير الاتصال في المجلس الأعلى للسكان، حمزة عبيدات، وها هو يتهيأ للمغادرة. قرر التوجه إلى مركز تجاري يبعد عدة كيلومترات عن مكان عمله وسط العاصمة عمّان. في وقت سابق كان يضطر إلى المشي بضع مئات من الأمتار للوصول إلى الشارع الرئيسي، ليخوض مع غيره من المنتظرين معركة الظفر بوسيلة نقل، لكنّ الأمر تغيّر منذ أشهر.
بعدما أنهى عبيدات ترتيب مكتبه، والتأكد من إنجاز كلّ متطلبات المغادرة، أمسك هاتفه الذكي وطلب سيارة تاكسي من خلال التطبيق الذي يحدد بواسطة نظام التموضع العالمي (جي بي إس) موقعه. ما هي إلاّ دقائق قليلة حتى وصلته رسالة عبر التطبيق تخبره بوجود سيارة تاكسي في طريقها إليه، مع خيار الاتصال بسائق السيارة لمساعدته في تحديد المكان بدقة أكبر.
أنجز عبيدات المهمة، وانتظر وصول التاكسي التي أبلغه التطبيق بأنّها تحتاج إلى دقيقتين فقط للوصول. التطبيق يحدد لخدمة الزبون السيارة الأكثر قرباً إليه، ويهيئه للرحلة بإخباره باسم السائق ونوع سيارته. يقول عبيدات: "هذه طريقة مريحة ومحترمة للتنقل. لن تهدر وقتك أو تنهك أعصابك في البحث عن تاكسي".
يستخدم عبيدات أحد التطبيقات العالمية العاملة في الأردن منذ قرابة عامين. وقد باتت تلاقي انتشاراً واسعاً. مع ذلك، تعمل تطبيقات التاكسي بشكل مخالف للقوانين الأردنية، وتثير غضب مالكي ومشغلي سيارات التاكسي العمومية المعروفة بـ"الأصفر"، خصوصاً أنّ التطبيقات تعتمد على السيارات الخاصة فقط، فيما بدأ أحدها بإتاحة المجال أمام سيارات التاكسي العمومية.
اقــرأ أيضاً
إنّها الثالثة عصراً... انتهى دوام القطاع العام وجزء كبير من شركات القطاع الخاص، واندفع عشرات آلاف الموظفين والعمال إلى الشوارع إيذاناً ببدء الازدحام المروري اليومي.
من كان يقود سيارة خاصة اشتكى بلغة الزمامير، فيما تبدو الأوضاع أكثر صعوبة بالنسبة لغالبية من لا يملكون سيارة. هؤلاء مضطرون للوقوف أوقاتاً طويلة على الطرقات في انتظار وسيلة نقل عام، وسط خضوع كامل لمزاج السائقين.
انتهى دوام مدير الاتصال في المجلس الأعلى للسكان، حمزة عبيدات، وها هو يتهيأ للمغادرة. قرر التوجه إلى مركز تجاري يبعد عدة كيلومترات عن مكان عمله وسط العاصمة عمّان. في وقت سابق كان يضطر إلى المشي بضع مئات من الأمتار للوصول إلى الشارع الرئيسي، ليخوض مع غيره من المنتظرين معركة الظفر بوسيلة نقل، لكنّ الأمر تغيّر منذ أشهر.
بعدما أنهى عبيدات ترتيب مكتبه، والتأكد من إنجاز كلّ متطلبات المغادرة، أمسك هاتفه الذكي وطلب سيارة تاكسي من خلال التطبيق الذي يحدد بواسطة نظام التموضع العالمي (جي بي إس) موقعه. ما هي إلاّ دقائق قليلة حتى وصلته رسالة عبر التطبيق تخبره بوجود سيارة تاكسي في طريقها إليه، مع خيار الاتصال بسائق السيارة لمساعدته في تحديد المكان بدقة أكبر.
أنجز عبيدات المهمة، وانتظر وصول التاكسي التي أبلغه التطبيق بأنّها تحتاج إلى دقيقتين فقط للوصول. التطبيق يحدد لخدمة الزبون السيارة الأكثر قرباً إليه، ويهيئه للرحلة بإخباره باسم السائق ونوع سيارته. يقول عبيدات: "هذه طريقة مريحة ومحترمة للتنقل. لن تهدر وقتك أو تنهك أعصابك في البحث عن تاكسي".
يستخدم عبيدات أحد التطبيقات العالمية العاملة في الأردن منذ قرابة عامين. وقد باتت تلاقي انتشاراً واسعاً. مع ذلك، تعمل تطبيقات التاكسي بشكل مخالف للقوانين الأردنية، وتثير غضب مالكي ومشغلي سيارات التاكسي العمومية المعروفة بـ"الأصفر"، خصوصاً أنّ التطبيقات تعتمد على السيارات الخاصة فقط، فيما بدأ أحدها بإتاحة المجال أمام سيارات التاكسي العمومية.
يعتقد عبيدات أنّ انتشارها جاء منسجماً مع اجتياح العولمة والتطبيقات الحديثة للسوق الأردنية. كذلك، فإنّ هذا الانتشار دليل على رداءة نظام النقل العام في الأردن، وهي مشكلة سبق أن أقرّ بها لـ"العربي الجديد" مدير المعهد المروري، العقيد أحمد الوراورة، الذي حمّل غياب النقل الجماعي المنظّم المسؤولية عن غالبية المشاكل في العملية المرورية.
عبيدات، الذي رافقته "العربي الجديد" في تلك الرحلة، له قصة ظريفة في التعرف على تطبيق النقل الذي بدأ استخدامه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. يقول: "كنت أنتظر على الطريق العام للحصول على وسيلة نقل. انتظرت وقتاً طويلاً، وتوترت كثيراً خصوصاً مع رفض بعض السائقين التوقف، أو الاعتذار عن نقلي بسبب المكان الذي أقصده. أثناء الانتظار قمت بتنزيل تطبيق التاكسي على هاتفي، وطلبت سيارة من خلاله، وفوجئت إذ وصلت بزمن قياسي". منذ ذلك الحين يستخدم التطبيق في جميع تنقلاته، غير آبه بزيادة الأجرة التي يدفعها مقارنة بتلك التي يدفعها للتاكسي الأصفر.
"كابتن" السيارة، التي أقلت عبيدات إلى المركز التجاري، يعبّر عن راحته بالعمل مع الشركة المالكة للتطبيق، ويرى في العمل فرصة مناسبة لتأمين دخل مقبول له ولأسرته بعدما خسر عمله. يقول الكابتن (السائق) معتصم: "تعرفت إلى التطبيق وبدأت العمل مع الشركة في يوليو/ تموز الماضي، من خلال أحد الأصدقاء الذين يعملون مع الشركة. قبلها كنت قد خسرت عملي في المعادن، وبقيت أكثر من شهرين من دون مصدر دخل، ولا أملك سوى سيارتي الخاصة".
بعد إجرائه مقابلة في الشركة، خضع معتصم كما يقول لـ" العربي الجديد" إلى تدريب على كيفية التعامل مع التطبيق، ومهارات التعامل مع الزبائن. يقول: "التعامل مع الزبون باحترام أحد أهم أسباب نجاح الشركة. هي لا تتساهل في هذه النقطة أبداً". يذكر أنّ التطبيق يتيح أمام الزبائن فرصة لتقييم كابتن السيارة بعد كلّ رحلة، وهو التقييم الذي تسبب في خسارة بعض السائقين الذين كان تقييم عملهم سلبياً، بحسب معتصم.
ولا تلزم الشركات المشغلة للتطبيقات كابتن السيارة بساعات عمل معينة، لكنّها تفرض عليه الاستجابة لأيّ طلب في حال كان متصلاً بالتطبيق. كذلك، لا يملك الاعتراض على الوجهة التي يقصدها الزبون. في المقابل، تحصل الشركة على 20 في المائة من قيمة كلّ طلب.
عدد سيارات التاكسي المرخصة في الأردن نحو 17 ألفاً من بينها 12 ألفاً تعمل في حدود العاصمة عمّان. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أنّ أكثر من 4 آلاف سيارة تعمل من خلال التطبيقات وهي لا تحمل لوحات عمومية غالباً. في هذا الإطار، أعلنت الحكومة أكثر من مرة على لسان الناطق باسمها، محمد المومني، أنّها ماضية في إجراءات ترخيص تلك التطبيقات. وهو ما تنتظره الشركات المشغلة للتطبيقات بالفعل، خصوصاً أنّها تخوض معركة قانونية مع نقابة أصحاب سيارات التاكسي التي سجلت دعوى قضائية ضدّها في المحاكم.
اقــرأ أيضاً
عبيدات، الذي رافقته "العربي الجديد" في تلك الرحلة، له قصة ظريفة في التعرف على تطبيق النقل الذي بدأ استخدامه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. يقول: "كنت أنتظر على الطريق العام للحصول على وسيلة نقل. انتظرت وقتاً طويلاً، وتوترت كثيراً خصوصاً مع رفض بعض السائقين التوقف، أو الاعتذار عن نقلي بسبب المكان الذي أقصده. أثناء الانتظار قمت بتنزيل تطبيق التاكسي على هاتفي، وطلبت سيارة من خلاله، وفوجئت إذ وصلت بزمن قياسي". منذ ذلك الحين يستخدم التطبيق في جميع تنقلاته، غير آبه بزيادة الأجرة التي يدفعها مقارنة بتلك التي يدفعها للتاكسي الأصفر.
"كابتن" السيارة، التي أقلت عبيدات إلى المركز التجاري، يعبّر عن راحته بالعمل مع الشركة المالكة للتطبيق، ويرى في العمل فرصة مناسبة لتأمين دخل مقبول له ولأسرته بعدما خسر عمله. يقول الكابتن (السائق) معتصم: "تعرفت إلى التطبيق وبدأت العمل مع الشركة في يوليو/ تموز الماضي، من خلال أحد الأصدقاء الذين يعملون مع الشركة. قبلها كنت قد خسرت عملي في المعادن، وبقيت أكثر من شهرين من دون مصدر دخل، ولا أملك سوى سيارتي الخاصة".
بعد إجرائه مقابلة في الشركة، خضع معتصم كما يقول لـ" العربي الجديد" إلى تدريب على كيفية التعامل مع التطبيق، ومهارات التعامل مع الزبائن. يقول: "التعامل مع الزبون باحترام أحد أهم أسباب نجاح الشركة. هي لا تتساهل في هذه النقطة أبداً". يذكر أنّ التطبيق يتيح أمام الزبائن فرصة لتقييم كابتن السيارة بعد كلّ رحلة، وهو التقييم الذي تسبب في خسارة بعض السائقين الذين كان تقييم عملهم سلبياً، بحسب معتصم.
ولا تلزم الشركات المشغلة للتطبيقات كابتن السيارة بساعات عمل معينة، لكنّها تفرض عليه الاستجابة لأيّ طلب في حال كان متصلاً بالتطبيق. كذلك، لا يملك الاعتراض على الوجهة التي يقصدها الزبون. في المقابل، تحصل الشركة على 20 في المائة من قيمة كلّ طلب.
عدد سيارات التاكسي المرخصة في الأردن نحو 17 ألفاً من بينها 12 ألفاً تعمل في حدود العاصمة عمّان. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أنّ أكثر من 4 آلاف سيارة تعمل من خلال التطبيقات وهي لا تحمل لوحات عمومية غالباً. في هذا الإطار، أعلنت الحكومة أكثر من مرة على لسان الناطق باسمها، محمد المومني، أنّها ماضية في إجراءات ترخيص تلك التطبيقات. وهو ما تنتظره الشركات المشغلة للتطبيقات بالفعل، خصوصاً أنّها تخوض معركة قانونية مع نقابة أصحاب سيارات التاكسي التي سجلت دعوى قضائية ضدّها في المحاكم.