هذه خولة شافي، امرأة شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، من مدينة الرقّة السوريّة. قبل ثلاث سنوات، هربت من الحرب المشتعلة، لتجد لها ولعائلتها الصغيرة ملجأ متواضعاً في جنوب شرق تركيا.
في محطة مهجورة لتحويل الكهرباء في شانلي أورفا، التقط مراسل وكالة "الأناضول" خليل فيدان صورة هذه الأرملة السوريّة، محاولاً توثيق مأساتها. التقط عدداً من الصور لها ولطفلَيها، للتأكيد على قسوة ما يخبرونه.
خولة الشافي ليست أرملة فحسب، بل هي أمّ ثكلى كذلك. هي فقدت صغيرتها التي كانت تبلغ من العمر خمس سنوات، خلال تدافع عند الحدود السوريّة التركيّة، بينما كانت العائلة تجتازها للهروب من الوطن. وتحاول اليوم البقاء مع صغيرَيها على قيد الحياة، متحدية كلّ ما يواجهها.
خولة شافي لاجئة من بين لاجئات سوريات كثيرات يتوزّعنَ في مناطق مختلفة من تركيا. ولأنّ أوضاعهنّ وإن اختلفت تبقى مأساويّة، نظّم أربعة أكاديميين أتراك من جامعتَي "سلجوق" و"يوزنجو يل" معرضاً لصور لعدد من السوريات اللاجئات في منطقة توربالي في ولاية إزمير (غرب). وهؤلاء الأكاديميون التقطوا عشرات الصور لنساء لاجئات على مدى ستّة أشهر، لتسليط الضوء على مآسيهنّ منذ اندلاع الأزمة في سورية قبل ستّ سنوات.
في حديث إلى وكالة "الأناضول"، قال الأكاديمي التركي مراد أيطاش إنّ هدفهم من خلال هذا المعرض هو "المساهمة في تلبية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء اللاجئات السوريات". وأشار إلى أنّ "ثمّة لاجئات سوريات يحلمنَ بالعودة إلى سورية، فيما تأمل أخريات بالهجرة إلى أوروبا أو البقاء في تركيا مدى الحياة".