وكانت كتيبة التوحيد السلفية المدخلية التي تعمل ضمن قوات حفتر تحت مسمى "الكتيبة 210"، قد أعلنت عن اعتقالها لثلاثة من منظمي الحدث العالمي للاحتفال بساعة الأرض بكلية الطب، وهم مصور لوكالة الأنباء الفرنسية وناشطان آخران، بتهمة تنظيمهم لحدث مخالف لتعاليم الإسلام.
ووصف بيان هيأة الأوقاف التابعة لحكومة البرلمان منظمي الاحتفال بــ"الأراذل"معتبرا الاحتفال "ملتقى للفجور والعصيان من خلال اختلاط الذكور بالإناث تحت ستار الليل".
وقال البيان، إنّ صور الاحتفال أظهرت "جواً مليئاً بكل ما يسخط الله عز وجل، وظهر بعضهم بمظهر خاص بملة من ملل الكفر ويشيرون بأيديهم إشارات دالة على الماسونية وعبدة الشيطان، وغيرهم من الطوائف المنحرفة التي لا تخفى على عاقل".
وإثر تصاعد الجدل حول شرعية قيام الكتيبة بالقبض على منظمي الاحتفال، قالت مديرية أمن المدينة: "وحدة التحريات التابعة لمديرية الأمن هي من قامت باعتقال الشباب بسبب تنظيم حفل دون إذن من الجهات الأمنية والحاكم العسكري".
لكن نشطاء أطلقوا وسماً على صفحات التواصل الاجتماعي لمناصرة منظمي الاحتفال، ونشروا صور الاحتفال مؤكدين أنه لم يتضمن مخالفات شرعية، وأن المنظمين استصدروا تراخيص للاحتفال من جهات أمنية وحكومية بالمدينة، متهمين قادة التيار المدخلي بشرق البلاد بــ"انتهاج نهج تنظيم الدولة الإسلامية داعش".
ولاقت إجراءات التيار المدخلي السلفي المسيطر على هيأة الأوقاف بشرق ليبيا وأجهزة أمنية وكتائب تابعة لحفتر استهجاناً واسعاً في أوساط النشطاء والحقوقيين في الآونة الأخيرة بعد عدة أحداث من بينها مصادرة شحنة كتب بتهمة دعوتها لــ"العلمانية والسحر والتصوف".
كما عارض مدونون ونشطاء فتاوى الداعية السلفي السعودي "أسامة العتيبي" الذي استضافته هيأة الأوقاف، من بينها فتاوى داعية لتكفير من يعتقد أن "الأرض كروية الشكل" كما يعتقد أنصار التيار المدني أن السلفية كانت وراء صدور قرار الحاكم العسكري شرق البلاد الذي منع فيه الليبيات ما دون سن الستين من السفر إلى خارج البلاد دون محرم.