قبل ستة أشهر تقريباً استشهد نجلها مصطفى، وأصيب زوج ابنتها علي، لتلحق سهام راتب نمر (49 سنة) بابنها عصر اليوم الأربعاء، شهيدةً برصاص الاحتلال الإسرائيلي في منطقة باب العامود بمدينة القدس المحتلة.
ودّعت الشهيدة الحياة في باب العامود الذي يطلق عليه المقدسيون "ساحة الشهداء"، وهي التي لا تزال تلبس السواد حداداً على ابنها، ولم يكتف الاحتلال بقتلها بذريعة محاولة طعن أحد جنوده، بل اعتقل إحدى بناتها.
ولم يعثر بحوزة سهام نمر على أي سلاح، بحسب شهود عيان، أكدوا رؤية "مقص صغير" إلى جوار جثمانها، وأنهم لم يلحظوا أي محاولة لتنفيذ عملية طعن. وبحسب هؤلاء، فإن "مشادة بينها وبين أحد الجنود انتهت بإطلاق الرصاص من مسدسه تجاهها، في حين أطلق جندي آخر النار عليها من بندقيته".
بدوره، نفى شقيق زوجها رواية الاحتلال، وقال لـ"العربي الجديد" "ربما حدثت مشادة مع أحد الجنود الذي كان برفقة مجموعة جنود يتواجدون بشكل دائم في مدخل باب العامود، ليس معلوما سبب هذه المشادة، فكان رصاصهم أسرع من أي شيء آخر، عدا ذلك لا نعلم حقيقة ما جرى، ألم يكن بإمكانهم اعتقالها لو أنها شكلت تهديداً حقيقياً، حتى لو كانت تحمل مقصاً وتلوح به، لماذا لم تعتقل بدلاً من أن تقتل".
في منزل عائلة الشهيدة في حي رأس خميس بمخيم شعفاط شمال القدس، التقى جميع أفراد العائلة بعد تلقي نبأ استشهاد السيدة سهام، بعد أن استدعت شرطة الاحتلال زوجها للتحقيق في مركز شرطة المسكوبية بالقدس الغربية، بينما لا يزال مصير ابنة الشهيدة التي كانت برفقتها مجهولا بعد اعتقالها.
Twitter Post
|
وكانت شرطة الاحتلال قد زعمت عن ملابسات استشهاد نجل سهام أنه حاول دهس جنود كانوا في مهمات اعتقال داخل مخيم شعفاط بسيارته، وتكرر الشيء ذاته في رواية الاحتلال التي ادعى فيها محاولة الشهيدة طعن جنود.
Twitter Post
|
ولاحقا، اتُهم علي نمر، ابن عم الشهيد، والذي أصيب في الحادث، بالتسبب بمقتل الشهيد مصطفى، بسبب الطريقة التي كان يقود بها السيارة، الأمر الذي دفع عناصر الشرطة إلى إطلاق النار اشتباهاً بأنه حاول دهسهم، وهي مزاعم رفضها آنذاك قاضي محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس، ووصف شبهات الشرطة ضد علي نمر بأنها "غير معقولة"، وأن "هناك مسافة بعيدة بين العلاقة السببية لسلوك المشتبه به وبين موت قريبه".