جلست أم نور عودة، تذرف الدمع بين أقرانها من أمهات شهداء قطاع غزة، تارةً تبكي على فراق ابنها الذي قضى شهيدًا في عدوان إسرائيل على القطاع في 2008، وتارة توجعا على ضياع دم نجلها هدرا بعد أن أقدمت السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية على قطع رواتب أهالي الشهداء والجرحى.
وشاركت عودة، عددًا من الفلسطينيات اللواتي اعتصمن اليوم الثلاثاء، بمدينة غزة، تنديدًا بسياسات السلطة الفلسطينية الخاصة بقطع رواتب أهالي الشهداء والجرحى بالقطاع، رافعات لافتات "أعيدوا رواتب الشهداء".
وأوضحت عودة، لـ"العربي الجديد"، أن "راتب ابنها الشهيد كان المصدر الوحيد لإعالة أسرتها، حيث إنها باتت لا تستطيع توفير مصروف يساعدها على إعالة بيتها وابنها الوحيد وزوجها المريض"، مؤكدةً أن "ما قامت به السلطة الفلسطينية ممثلة بعباس، أضاع حق الشهداء الغزّيين الذين ضحوا بدمائهم للوطن".
الحالة ذاتها تكررت مع أم أحمد بعلوشة، التي رغم "ضياع حق ابنها الشهيد" إلا أنها "فخورة بما قدمه دفاعًا عن قطاع غزة في حرب الفرقان عام 2008"، وقالت لـ"العربي الجديد"، "عباس (الرئيس الفلسطيني) دمّر شعبنا وخذلنا وتراجع عن وعوده بعدم إضاعة دماء أبنائنا الشهداء هباء".
وبينت بعلوشة، أن عائلتها تضررت كثيرًا بفعل انقطاع راتب ابنها الشهيد، عدا عن عدم قدرتها على توفير متطلبات بيتها الأساسية، وأضافت محاولةً حبس دموعها، "نتمنى أن تبقى قضية أهالي الشهداء بعيدة عن الخلافات السياسية، وأن تعود حقوقنا وحقوق أولادنا الشهداء".
في الأثناء، أكدت القيادية في حركة حماس، أم محمد الرنتيسي، أن "مؤامرات الاحتلال الإسرائيلي في حرف مسار الصراع ليكون فلسطينيًا- فلسطينيًا لن تمرر"، مشددةً على أن "السلاح واحد والعدو واحد، ولن يُوجه السلاح في وجه أحد إلا في وجه الاحتلال".
وأشارت في كلمة على هامش الوقفة، إلى أن "من يفصلون الشرعية كما يشاؤون، ويعتبرون سلاح غزة غير شرعي، يجب أن ينظروا إلى أن تنسيقهم الأمني غير شرعي"، مضيفة "تنازلكم عن فلسطين واعتقالكم لأبناء شعبكم غير شرعي".
ووجهت الرنتيسي كلمة للرئيس عباس، مفادها، "من قال لك أن ولايتك ما زالت شرعية؟ ابحثوا عن شرعيتكم"، مطالبةً حركة "حماس" وفصائل المقاومة، بعدم "الانجرار وراء تلك المؤامرات".
ونادت الرنتيسي بضرورة "الانتقام لدماء الشهداء، حيث أقر أهالي الشهداء بوضع دماء أبنائهم وعذابات الأسرى أمانةً في أعناق المقاومة الفلسطينية".