في خضمّ شكاوى العديد من المواطنين المغاربة من تردّي الخدمات الصحية وغلاء تكاليف العلاج والاستشفاء، تظهر بين الفينة والأخرى مبادرات إنسانية لأطباء مغاربة يقدمون خدماتهم العلاجية بالمجان للمرضى الفقراء على الخصوص.
وبرز اسم الطبيب المغربي زهير الهنا بشكل كبير عندما سافر قبل سنوات إلى قطاع غزة بفلسطين من أجل علاج ضحايا العدوان الإسرائيلي، كما لم يتردد في السفر من أجل المساعدة الطبية لضحايا الحرب في سورية.
الطبيب الهنا، في عقده الخامس، أنشأ مصحة خاصة بمدينة الدار البيضاء، تقدم خدمات علاجية بالمجان لفئتين من المرضى: الفقراء واللاجئين الوافدين إلى المغرب، وذلك بعد أن تعرضت مصحته للإغلاق قبل أن يتم الترخيص له بإعادة فتحها قبل أسابيع مضت.
ويقول الطبيب الهنا إن هذه المهنة لم تكن يوما للتجارة والربح، ولكنها في الأساس مهنة نبيلة وإنسانية تهدف إلى تحويل آلام المرضى إلى آمال، ومنحهم فسحة الحياة، ومساعدة المحتاجين والفقراء منهم على تلقي العلاج الذي لا يستطيعون تحقيقه.
وليس "الهنا" وحده من بادر إلى علاج المرضى بالمجان، ولكن هناك أيضا الطبيب الجراح عبد العالي بن التهامي المزداد في هولندا، الذي ينحدر من منطقة الريف بالمملكة، حيث عاهد نفسه على علاج المرضى الفقراء بالمجان.
وأنشأ بن التهامي مؤسسة "الصحة للجميع"، التي تعنى بتقديم عدد من زملائه الأطباء العلاجات الضرورية للمرضى، لا سيما الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في الشفة والقلب، وبدون أداء تكاليف العمليات.
وكان آخر ما قام به فريق بن التهامي إجراء عمليتين جراحيتين لفائدة طفلين في مدينتي الرباط وسلا، ينحدران من أسرتين فقيرتين، حيث أجرى لهما الفريق الطبي عمليتين على مستوى القلب تكللتا بالنجاح.
وأما الطبيب الودغيري المتخصص في جراحة العظام، والمنحدر من مدينة بركان شرق المملكة، فقد كان يعالج المرضى الفقراء من أبناء بلدته بالمجان، قبل أن تستهدفه انتقادات بعض الأطباء الذين لم ترق لهم هذه المبادرة.