يأتي ذلك قبل أيام من بدء ملايين الطلاب العراقيين خوض الامتحانات النهائية للسنة الدراسية الحالية 2017، وسط تقارير تتحدث عن انخفاض نسبة جودة التعليم في البلاد، واستشراء الفساد في المؤسسة التربوية العراقية.
وقال وزير التربية العراقي، محمد إقبال عمر، في بيان له اليوم إن "هناك عصابات متخصصة ببيع وسائل الغش تحاول نشرها بين التلاميذ علانية، في سابقة خطيرة لم يشهدها بلدنا من قبل".
وأشار إلى أن "الوزارة رصدت عدداً من هذه العصابات التي تحاول استمالة التلاميذ، وابتزازهم بمبالغ كبيرة، وتعمل على ملاحقتها بالتنسيق مع الجهات الأمنية".
ودعا الطلاب إلى "مواجهة هذه الحملات بالمزيد من الاجتهاد والنجاح والتفوق"، محذرا من "جهات منظمة تحاول تدمير التعليم في العراق".
وأضاف وزير التربية أن "إشاعة وسائل الغش المختلفة هي جزء من مخطط لإضعاف العراق علمياً، ودفع الأجيال نحو المزيد من الإخفاقات ونشر الجهل بين أوساط مجتمعنا".
ورأى أن "المعلمين والمدرسين والمشرفين والمراقبين سيتعاملون مع هذه الحالات بالحزم وعدم التهاون، كون ذلك يمثل واجبا وطنيا، ومسؤولية لا تهاون فيها".
وقال أحد تجار الأجهزة الإلكترونية في بغداد، ويدعى عمر العلي، لـ"العربي الجديد"، إن "تداول أجهزة الإرسال والاتصال يتسع قبل فترة الامتحانات، وهناك طلب متزايد من أصحاب المكاتب عليها، فالجهاز الإلكتروني الصغير يؤمن اتصالا إلى مسافة نحو 100 متر، ويوضع الجهاز الصغير داخل أذن الطالب في قاعة الامتحان، ويوفر له الطرف الآخر خارج القاعة الإجابات من الكتاب المنهجي. ويبلغ سعر الجهاز نحو 100 دولار أميركي، ويصل سعر بعضها إلى 300 دولار حسب حجم الجهاز وكفاءته".
وأشار إلى "الإقبال المتزايد على هذه الأجهزة"، متابعا "نرى استخدامها مسألة لا أخلاقية، وهي تستخدم في غير ما صنعت لأجله، لكن هناك من يبيعها ويتربح منها كثيرا".
ولفت إلى وجود "أجهزة أخرى مماثلة مثل قلم إلكتروني يكتب بحبر غير مرئي على كل الأسطح، ومنها مقاعد الامتحانات، ويمكن رؤية المكتوب بعد تسليط ضوء من قلم صغير على المكان، ودون أن يلاحظ المراقب".
وأكد أن "أسئلة الامتحانات تباع علنا، لكن بين أبناء المسؤولين والأغنياء، وإلا بماذا تفسر قطع الحكومة للإنترنت من الساعة الخامسة صباحا وحتى الساحة الحادية عشرة، هذا فشل للعملية التربوية".
وقال أحد اولياء أمور الطلبة في العاصمة بغداد، يدعى قاسم الربيعي، لـ"العربي الجديد"، متهكما من الظاهرة: "ابني اعتمد على نفسه في القراءة والمطالعة في مرحلة السادس الإعدادي ونجح لكن بمعدل قليل، في حين أن صديقه اعتمد على جهاز الإرسال والغش الإلكتروني ونال معدلا أعلى منه، ودخل كلية أفضل، وهذه العدالة لا تجدها إلا في العراق".