وتحدث سكان محليون تمكنوا من الفرار باتجاه الأحياء المحررة في الجهة الغربية من الموصل لـ "العربي الجديد"، عن مأساة غير مسبوقة وكارثة إنسانية كبيرة تواجه آلاف المدنيين المحاصرين في أحياء الموصل التي ما تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحين أن الحشائش والأدغال هي الغذاء الوحيد المتبقي بعد أن نفدت جميع المؤن التي كانت مخزنة في ساحل الموصل الأيمن.
وأشاروا إلى توقف شبكات المياه ما اضطر الأهالي إلى عدد من الآبار قرب ضفة نهر دجلة الغربية، علما أن نسبة كبيرة من السكان المحاصرين لا يتمكنون من الوصول إلى أماكن الحشائش والماء بسبب القصف الجوي والمدفعي المكثف، فضلا عن التضييق الذي يمارسه عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وقال عضو مجلس مدينة الموصل علي الحمداني، اليوم الأربعاء، إنّ الحصار الذي تفرضه القوات العراقية على الجانب الأيمن من الموصل لا يضر إلا بالمدنيين، موضحا خلال حديثه لـ "العربي الجديد" أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يحتفظ بكميات كبيرة من الغذاء والماء والدواء في مخازنه في المناطق غير المحررة.
وأشار إلى انعدام الغذاء بشكل شبه تام في هذه المناطق، مؤكدا خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أن السكان المحاصرين يضطرون لشراء النباتات والأعشاب وتأجيل الموت الذي ينتظرهم، وأضاف "من لم يمت بالقصف يفتك به الجوع".
من جهتها، قالت عضو البرلمان العراقي محاسن حمدون، إنّ سعر الكيلوغرام الواحد من الحشائش في الجانب الأيمن للموصل وصل إلى عشرة آلاف دينار (ما يعادل 8 دولارات)، مشيرة خلال تصريح صحافي إلى وجود نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وطالبت الحكومة العراقية بالاستجابة للنداءات المتكررة لحماية أرواح الناس الذين يحاولون الهروب من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، موضحة أن بقاءهم في هذه المناطق قد يكلفهم حياتهم بسبب الجوع والعطش.
ودعت إلى الإسراع بتحرير بقية المناطق من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي فقد سيطرته الكاملة على أحياء الساحل الأيمن من الموصل.
وطالب رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري في وقت سابق، بضرورة إنزال مساعدة إنسانية جوية إلى السكان المحليين المحاصرين في الجانب الأيمن من الموصل، داعيا القوات العراقية إلى الحفاظ على أرواح المدنيين.