في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، قررت مجموعة من الشبان أن تجتمع على الخير لإدخال الفرحة على قلوب الأطفال الأيتام والفقراء في المدينة، من خلال تأمين احتياجاتهم في العيد كاملة لمساواتهم ببقية الأطفال.
يقول محمد العموري، مسؤول مجموعة "ملتمين ع الخير" لـ"العربي الجديد"، إن المشاعر الجميلة، وردود أفعال الأطفال تمنحهم الدافع والإصرار للوصول إلى مئات الأطفال والعوائل الفقيرة في المدينة، بغرض إدخال الفرحة على قلوبهم أيام عيد الفطر، والذي يجب كما يرى أفراد المجموعة أن يكون مليئا بالخير والعطاء.
قبل ثلاث سنوات، بدأ متطوعو "ملتمين ع الخير" يطرقون أبواب الفقراء في الشتاء وفي الصيف، وفي المناسبات الاجتماعية، أما العيد فهو الأكثر عملا وجهدا وتخطيطا لما يحمله من أغراض واحتياجات، أبرزها "كسوة العيد" التي تستهدف العائلة بشكل عام، والأطفال الصغار بشكل خاص.
ويشير العموري إلى أن الأطفال الصغار يحبون في العيد الملابس الجديدة، وكذلك شراء الألعاب، وأن تتوفر في منازلهم حلويات ومكسرات العيد والكعك، واحتياجات أخرى من شأنها أن تساويهم بالعائلات الأخرى، وهذا جميعه من مهام متطوعي "ملتمين ع الخير".
يعتمد أفراد المجموعة على أهل الخير في المدينة، ويصلون في بعض الأوقات لمدينة الخليل المجاورة لمساعدة أطفالها، وسيغطون في العيد بكسوته أكثر من 60 طفلا يتيما، وأكثر من 80 أسرة فقيرة.
ويقول العموري، لـ"العربي الجديد"، إنهم يحرصون على أن تكون "كسوة العيد" تضم أغراضا ذات جودة عالية، وتليق بكل طفل يتيم أو فقير، وعادة ما يبحثون عن الأفضل في السوق، مراعاة لمشاعرهم، واحتياجاتهم، وتعويضا لكل شيء ينقصهم، الهدف هو إسعادهم وادخال الفرحة على قلوبهم.
يهدف أعضاء "ملتمين ع الخير" إلى مساعدة العوائل الفقيرة والوقوف إلى جانبهم لإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم، وتعزيز روح المشاركة والتعاون بين أهالي المدينة، والفكرة الأساسية، ألا ينتظر الشبان المعونات من الحكومة، أو الجهات الأجنبية المانحة، لأن لديهم إيمانا مطلقا بأن أهل فلسطين قادرون على مساعدة أنفسهم بأنفسهم من الموجود في البلاد.
وما زال الفلسطينيون يحافظون على أواصر الترابط الاجتماعي في ما بينهم، ويتسابقون على الخير، وهذا سر نجاح فريق "ملتمين ع الخير" في عامه الثالث على التوالي.
يضم الفريق سنويا شبانا صغارا شاركوا في السابق في مساعدة أفراد الفريق الأكبر سنا في توزيع المساعدات، قبل أن يتطوعوا في الفريق الذي يتخذ مكانا للاجتماع في بلدة الخضر، جنوب مدينة بيت لحم، بينما يتواصلون مع بعضهم ويخططون ويبحثون عن العائلات الميسورة عبر موقع "فيسبوك".
يواصل المتطوعون عملهم بعد شهر رمضان، وفي كل مناسبة أيضا، كما يدعمون ويشاركون ويمولون مناسبات وأنشطة عدة، فهم يرممون البيوت، ويؤمنون احتياجات العائلات.