يعاني الناس من ظاهرة الكلاب الضالة في الشوارع العامة، كونها تسبب الكثير من الإزعاج خصوصا في ساعات الليل، عدا عن أضرارها الصحية التي من الممكن أن تنقلها للإنسان عند اقترابها منه، لكن ثمة سيدة فلسطينية تنبّهت للمشكلة وحاولت حلها بطريقة جديدة من دون أن تؤذي الكلاب أو تقتلها.
الفلسطينية ديانا بعابيش، من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، قررت أن تفتح ملجأ للكلاب الضالة، والعمل مع فريق لديها ضمن جمعيتها غير الربحية "الحيوان والبيئة"، على جمع الكلاب الضالة وإيوائها وتقديم الطعام والعلاج لها وترويضها وتدريبها.
وتقول صاحبة الفكرة بعابيش: "فكرة توفير ملجأ للكلاب الضالة بدأت قبل ثلاث سنوات، وهو أحد الحلول لمشكلة تلك الكلاب التي تموت بالقتل والتسميم في الشوارع"، مشيرة إلى أن الظاهرة موجودة، ولا يمكن إنهاؤها بالقتل.
وأضافت: "حاولت البحث عن طريقة أكثر إنسانية واجتماعية وصحية وبيئية، وانطلاقا من اهتمامي الكبير بتربية الحيوانات ورعايتها، سعيت وعدد من أعضاء الجمعية الحاليين إلى تأسيس جمعية الحيوان والبيئة وترخيصها لتكون رسمية".
وبدأت الجمعية عملها بالتعامل مع عدد قليل من الكلاب وتدريبها وترويضها، ثم استأجرت موقعا في بلدة بيت ساحور شرقي بيت لحم، وأنشأت فيه الملجأ. واستطاع المتطوعون أن يزيدوا أعداد الكلاب الضالة فيه، وفق ما تقوله ديانا بعابيش.
وتشير بعابيش إلى أن الجمعية تفتقر للمعدات التي تمكنها من جمع الكلاب من الشوارع ونقلها إلى الملجأ لفحصها والتأكد من خلوها من كافة الأمراض، ودراسة أنواعها وأخذ معلومات عنها لتسهيل عملية فرزها والعناية بها، إضافة إلى إطلاق اسمٍ على كل كلب وكلبة وتسجيله في دفاتر خاصة بالجمعية، لتمييزها عن غيرها.
وتتلقى الجمعية، اتصالات ورسائل عبر صفحة "Animal and Environment Associatio" التي تنشر المعلومات الخاصة عن الكلاب ومقاطع فيديو وصورا يوثقها أعضاء الجمعية.
ويتواصل المتابعون والمهتمون مع الجمعية من خلال الصفحة، ويبلغون أحيانا عن وجود كلب مصاب في إحدى المناطق، فيسارع أعضاء الجمعية إلى إحضاره وتقديم العلاج المناسب له، بحسب بعابيش.
وعقب الانتهاء من مرحلة تدريب الكلاب وترويضها، تسعى الجمعية للبحث عن بيوت آمنة لها، وعدم تركها في الشارع مرة أخرى. وتقول بعابيش: "أحيانا نتلقى اتصالات ممن يهتمون بتربية الكلاب، يسألون عن كلاب لأخذها وتربيتها، وهذا ما نسعى إليه، أن لا يعود الكلب للشارع، والاعتناء به جيدا".
وتبنت مؤسسة كندية تُعنى برعاية الحيوانات 15 كلبا وكلبة من الجمعية، في مساهمة منها بحل مشكلة الكلاب الضالة في بيت لحم، وجرى نقل الكلاب إلى كندا منذ فترة قصيرة. وعقبت بعابيش: "إن المؤسسة الكندية اهتمت كثيرا بالجمعية وفكرتها التي تعتبر الأولى في فلسطين، وقررت تبني 15 كلبا من الكلاب المتواجدة في المأوى الخاص بالجمعية".
ودعت بعابيش المجتمع إلى مساعدة الجمعية والمساهمة فيها، علما أن الجمعية لا دخل محددا لها، وإنما تعتمد على مساهمات المتطوعين والداعمين للفكرة. كما دعت إلى تقبل الفكرة وعدم عرقلة عمل الجمعية، مشيرة إلى الانتقادات الكثيرة التي واجهتها من خلال الاستمرار والتأكيد على أن ما تقوم به هو عمل إنساني خيري وليس وظيفيا.