على الرغم من المناشدات المتكررة من برلمانيين وسياسيين وزعماء قبليين، إلا أن السلطات العراقية لم تتخذ أي إجراء للحد من عمليات الخطف الممنهج على الهوية، في مناطق شمال محافظة بابل (100 كلم جنوب بغداد).
ضابط في قيادة شرطة بابل قال، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إن جماعة مسلحة تستقل سيارات حكومية بدون لوحات تسجيل اختطفت صباحاً شخصين من الحي العسكري التابع لبلدة المسيب (شمال بابل)، مؤكداً أن الجماعة اقتادت الشخصين المخطوفين إلى مكان مجهول.
وأشار إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، إذ شهدت الأيام الماضية عمليات أخرى مماثلة، مؤكداً اختطاف أكثر من 20 عراقياً في مناطق شمال بابل وحدها، منذ بداية شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال حمد الجنابي، أحد شيوخ العشائر في مناطق شمال بابل، اليوم الأربعاء، إن هذه المناطق تتعرض لعمليات خطف ممنهجة تهدف إلى إرغام سكانها الأصليين على مغادرتها. محذرا، في حديث لـ"العربي الجديد"، من وجود رغبة جادة لدى بعض الجهات لإحداث تغيير ديموغرافي في بلدات المسيب وجرف الصخر والحصوة (شمال بابل)، وصولاً إلى المناطق الواقعة في الجزء الجنوبي من العاصمة العراقية بغداد، كاللطيفية والمحمودية وجبلة واليوسفية.
وأضاف "لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع فيه عن حادثة اختطاف أو قتل أو سطو مسلح"، مؤكداً وجود عمل ممنهج يقوم على أساس الاستهداف على الهوية في مناطق شمال بابل، من دون أن تحرك الحكومة أو السلطات المحلية ساكنا.
وأشار سكان محليون في مناطق شمال بابل إلى أنهم يضطرون إلى البقاء في منازلهم في أغلب الأحيان، وعدم الخروج إلا للضرورة، خشية التعرض للخطف أو الاستهداف من قبل المليشيات المسلحة المنفلتة التي تعمل أمام أعين القوات العراقية، مؤكدين لـ"العربي الجديد" أن الحياة في هذه المناطق، خصوصا المسيب ومحيط جرف الصخر، أصبحت صعبة، ما دفع الكثير من سكانها إلى الهروب نحو مناطق أكثر أمنا مثل الأنبار ومحيط بغداد.
وسبق لبرلمانيين وسياسيين عراقيين أن طالبوا الحكومة العراقية بمحاسبة الجهات الأمنية في محافظة بابل، بسبب الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين التي ترتكبها مليشيات مسلحة شمال المحافظة.
ولم تسمح القوات العراقية ومليشيا "الحشد الشعبي" لسكان بلدة جرف الصخر بالعودة إلى منازلهم، على الرغم من مضي نحو ثلاث سنوات على تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.