ذكرني قرار منح السعوديات، أخيراً، الحق في الحصول على رخصة قيادة بعد صراع طويل مع المجتمع والسلطة الدينية الخاضعة لأهواء الحكومة، بالعديد من القصص التي تختزنها ذاكرتي حول قضية تحرير النساء.
يكرر كثير من العرب، أنّ المفكر المصري الراحل قاسم أمين (1863- 1908) هو رائد "تحرير المرأة" استناداً إلى كتابه الذي حمل هذا العنوان عام 1899، والذي أتبعه بكتاب "المرأة الجديدة" عام 1900.
لكنّ كثيرين لا يعلمون أن قاسم أمين كان على عكس كل ذلك قبلها بسنوات قليلة، فقد بدأت علاقته الجدية بقضية النساء بعد أن قرأ كتاباً نشره الدوق الفرنسي "داراكور" عام 1893، بعنوان "مصر والمصريون"، وانتقد فيه الدوق الإسلام وسلوكيات المصريين، فقرر العمل على إصدار كتاب للرد، وهو كتاب صدر بالفرنسية في العام التالي بعنوان "المصريون"، وفيه دافع أمين بقوة عن تعدد الزوجات، وهاجم تحرر المرأة الأوروبية، والاختلاط بين الجنسين في الدراسة وأماكن العمل، ثم واصل كتابة مقالات في نفس السياق لنحو ثلاث سنوات في جريدة "المؤيد"، كان يطالب فيها بالتزام المرأة بيتها وعدم خوضها في الحياة العامة.
وتحول قاسم أمين إلى النقيض بعد أن بات أحد رواد الصالون الثقافي للأميرة نازلي فاضل، التي أزعجتها آراءه المقيدة لحريات المرأة، المحدودة أصلاً وقتها.
هناك رواية أخرى تنسب تحوله من النقيض إلى النقيض إلى تردده على الشيخ جمال الدين الأفغاني مع آخرين، الأهم أنه نشر لاحقاً كتابيه الشهيرين عن حرية النساء، وتحوّل إلى رائد تحرير المرأة، ونسي كثيرون كتابه "المصريون".
لا تغيب رائدة مصرية أخرى، هي هدى شعراوي (1879- 1947)، وهي أول امرأة مصرية خلعت غطاء الرأس علناً متحدية المجتمع، ودشّنت شعراوي كثيراً من الفعاليات النسائية، أبرزها الاتحاد النسائي المصري سنة 1927، والذي ترأسته حتى وفاتها، والمؤتمر النسائي العربي سنة 1944، وكانت تنادي بحقوق المرأة في التعليم والعمل والميراث وغيرها.
لكن كثيرين ربما لم يصادفوا قصة مفصلية حول علاقة ابنها محمد شعراوي، بالمطربة المعروفة في ذاك الزمان، فاطمة سري، والتي أثمرت طفلة من دون زواج تمسك بها الأب بداية، ووثقها كتابة بإقرار رسمي.
لكن رائدة حقوق المرأة الثرية التي كانت تملك عائلتها الإقطاعية أكثر من 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية، رفضت العلاقة كلياً، وأجبرت ابنها على إنكارها وإنكار ابنته، والتنصل من كل وعوده، قبل أن تقضي محكمة بصحة نسب الطفلة إليه، فيخضع ومعه أمه لقرار القضاء.
قصة على بساطتها، كفيلة بتشويه تاريخ رائدة الدفاع عن حقوق النساء.
اقــرأ أيضاً
يكرر كثير من العرب، أنّ المفكر المصري الراحل قاسم أمين (1863- 1908) هو رائد "تحرير المرأة" استناداً إلى كتابه الذي حمل هذا العنوان عام 1899، والذي أتبعه بكتاب "المرأة الجديدة" عام 1900.
لكنّ كثيرين لا يعلمون أن قاسم أمين كان على عكس كل ذلك قبلها بسنوات قليلة، فقد بدأت علاقته الجدية بقضية النساء بعد أن قرأ كتاباً نشره الدوق الفرنسي "داراكور" عام 1893، بعنوان "مصر والمصريون"، وانتقد فيه الدوق الإسلام وسلوكيات المصريين، فقرر العمل على إصدار كتاب للرد، وهو كتاب صدر بالفرنسية في العام التالي بعنوان "المصريون"، وفيه دافع أمين بقوة عن تعدد الزوجات، وهاجم تحرر المرأة الأوروبية، والاختلاط بين الجنسين في الدراسة وأماكن العمل، ثم واصل كتابة مقالات في نفس السياق لنحو ثلاث سنوات في جريدة "المؤيد"، كان يطالب فيها بالتزام المرأة بيتها وعدم خوضها في الحياة العامة.
وتحول قاسم أمين إلى النقيض بعد أن بات أحد رواد الصالون الثقافي للأميرة نازلي فاضل، التي أزعجتها آراءه المقيدة لحريات المرأة، المحدودة أصلاً وقتها.
هناك رواية أخرى تنسب تحوله من النقيض إلى النقيض إلى تردده على الشيخ جمال الدين الأفغاني مع آخرين، الأهم أنه نشر لاحقاً كتابيه الشهيرين عن حرية النساء، وتحوّل إلى رائد تحرير المرأة، ونسي كثيرون كتابه "المصريون".
لا تغيب رائدة مصرية أخرى، هي هدى شعراوي (1879- 1947)، وهي أول امرأة مصرية خلعت غطاء الرأس علناً متحدية المجتمع، ودشّنت شعراوي كثيراً من الفعاليات النسائية، أبرزها الاتحاد النسائي المصري سنة 1927، والذي ترأسته حتى وفاتها، والمؤتمر النسائي العربي سنة 1944، وكانت تنادي بحقوق المرأة في التعليم والعمل والميراث وغيرها.
لكن كثيرين ربما لم يصادفوا قصة مفصلية حول علاقة ابنها محمد شعراوي، بالمطربة المعروفة في ذاك الزمان، فاطمة سري، والتي أثمرت طفلة من دون زواج تمسك بها الأب بداية، ووثقها كتابة بإقرار رسمي.
لكن رائدة حقوق المرأة الثرية التي كانت تملك عائلتها الإقطاعية أكثر من 100 ألف فدان من الأراضي الزراعية، رفضت العلاقة كلياً، وأجبرت ابنها على إنكارها وإنكار ابنته، والتنصل من كل وعوده، قبل أن تقضي محكمة بصحة نسب الطفلة إليه، فيخضع ومعه أمه لقرار القضاء.
قصة على بساطتها، كفيلة بتشويه تاريخ رائدة الدفاع عن حقوق النساء.