أثار عثور الشرطة الأميركية على 13 شقيقاً وشقيقة محتجزين منذ سنوات طويلة في منزل ذويهم في ولاية كاليفورنيا تساؤلات حول الأسباب التي دفعت دايفيد توربين (56 عاماً)، وزوجته لويس توربين (49 عاماً)، إلى احتجاز أولادهما وتعذيبهم طوال هذه المدة، وكيف استطاعا إخفاء فعلتهما عن أعين السلطات المحلية من رجال شرطة وموظفي رعاية اجتماعية ومراقبين تربويين، وحتى عن الجيران.
وفيما رجح البعض أن تكون معتقدات دينية يؤمن بها الزوجان توربين جعلتهما يحتجزان أولادهما الـ13 الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و29 سنة ويمنعان أيّ اتصال بينهم وبين العالم الخارجي. وقد تمكن الزوجان من ذلك من خلال استغلال القانون المرعي الإجراء في كاليفورنيا و11 ولاية أميركية أخرى والذي يسهل إعطاء رخص للأفراد بفتح مدارس خاصة في منازلهم في حال توفر عدد قليل من التلاميذ.
كلّ ما تعلمه السلطات المحلية أنّ دايفيد توربين هو مدير مدرسة اسمها "ساند كاسل داي سكول"، وهي قائمة في منزله في بلدة بيريس قرب لوس أنجليس. لكنّ أيّ موظف رسمي من المؤسسات الاجتماعية والتربوية لم يزر تلك المدرسة منذ انتقلت عائلة توربين إلى المنزل عام 2014. طبعاً، اكتشفت الشرطة، بعد هرب ابنة المدير البالغة من العمر 17 عاماً، أنّ المدرسة التي يملك توربين ترخيصاً قانونياً بفتحها ما هي إلّا سجن استخدمه لاحتجاز وتعذيب ستة من أولاده الثلاثة عشرة الذين هم في سن الدراسة الابتدائية، وهم كانوا التلاميذ الوحيدين المسجلين في تلك المدرسة المزعومة.
اقــرأ أيضاً
اعتقلت الشرطة الوالدين ووجهت إليهما تهمتي التعذيب وتعريض حياة أطفال للخطر. وقال مكتب شريف مدينة بيريس: إنّ "إحدى الشقيقات اتصلت بالشرطة للإبلاغ عن هذه المعاناة، بعدما تمكنت من الفرار من المنزل"، مشيراً إلى أنّها أجرت الاتصال بواسطة هاتف نقّال عثرت عليه في المنزل. أضاف أنّ الفتاة البالغة من العمر 17 عاما كانت "هزيلة" وبدت كأنّ عمرها لا يزيد على 10 أعوام، وقد "أكدت أنّ أشقاءها وشقيقاتها الـ12 يحتجزهم والداها داخل المنزل، وأنّ بعضاً منهم مقيّد بسلاسل وأغلال". وعثرت قوة من الشرطة على العديد من الأطفال مقيدين بأسرّتهم بسلاسل في ظلمة حالكة، وسط رائحة كريهة، وكانوا جميعاً يعانون من سوء تغذية ومتسخين جداً.
وبفضل حصوله على رخصة مدرسة خاصة، تمكن توربين من عزل أولاده الذين لم يرهم قط أيّ مدرس أو استشاري اجتماعي كما يحصل عادة مع تلاميذ المدارس. وتحقق السلطات حالياً في الأسباب التي حالت دون زيارة أيّ موظف تربوي أو مساعد اجتماعي للمدرسة المزعومة طوال أربع سنوات.
تثير مأساة كاليفورنيا، وغيرها من المظاهر العائلية الغريبة في الولايات المتحدة، قلق علماء الاجتماع من مستقبل مفهوم العائلة الأميركية ومخاطر انهيارها على تماسك المجتمع الأميركي الذي يعاني أصلاً من انقسامات عرقية ودينية واقتصادية. المفارقة أنّ عائلة توربين كانت في نظر المجتمع المحيط بها والسلطات الرسمية مثال العائلة الأميركية المحافظة، قبل انكشاف أمرها، فهي عائلة متدينة مؤلفة من والد ووالدة و13 ابناً وابنة.
وفي موازاة الأمراض العائلية المرتبطة بالقيم المحافظة والمتعصبة، التي تتجنب الاحتكاك مع الآخر والتعامل مع بشر لون بشرتهم مختلف ويحملون معتقدات دينية وثقافية مختلفة، ثمة أمراض أخرى أشد في العائلة الأميركية لا تبدأ من المخدرات ولا تنتهي بازدياد حالات الطلاق وارتفاع عدد الأبناء الذين يولدون خارج مؤسسة الزواج. على سبيل المثال، أظهرت استطلاعات رأي أخيرة في ولاية وست فرجينيا التي تضرب عائلاتها لعنة الهيروين والبطالة أنّ أكثر من 50 في المائة من أطفال الولاية لا يعيشون مع أهلهم البيولوجيين.
مدارس منزلية
أثير جدل في الولايات المتحدة، عقب الكشف عن قضية الأطفال المحتجزين في منزلهم، حول قوانين منح رخص المدارس الخاصة التي يبلغ عددها في ولاية كاليفورنيا وحدها نحو 30 ألف مدرسة معظمها برامج لتعليم التلاميذ في بيوتهم من دون الالتحاق بالمدارس الحكومية. كاليفورنيا واحدة من 14 ولاية أميركية لا تطلب من الأهل سوى إبلاغ السلطات المعنية بنيّتهم تعليم أولادهم في المنزل.
اقــرأ أيضاً
وفيما رجح البعض أن تكون معتقدات دينية يؤمن بها الزوجان توربين جعلتهما يحتجزان أولادهما الـ13 الذين تراوح أعمارهم بين سنتين و29 سنة ويمنعان أيّ اتصال بينهم وبين العالم الخارجي. وقد تمكن الزوجان من ذلك من خلال استغلال القانون المرعي الإجراء في كاليفورنيا و11 ولاية أميركية أخرى والذي يسهل إعطاء رخص للأفراد بفتح مدارس خاصة في منازلهم في حال توفر عدد قليل من التلاميذ.
كلّ ما تعلمه السلطات المحلية أنّ دايفيد توربين هو مدير مدرسة اسمها "ساند كاسل داي سكول"، وهي قائمة في منزله في بلدة بيريس قرب لوس أنجليس. لكنّ أيّ موظف رسمي من المؤسسات الاجتماعية والتربوية لم يزر تلك المدرسة منذ انتقلت عائلة توربين إلى المنزل عام 2014. طبعاً، اكتشفت الشرطة، بعد هرب ابنة المدير البالغة من العمر 17 عاماً، أنّ المدرسة التي يملك توربين ترخيصاً قانونياً بفتحها ما هي إلّا سجن استخدمه لاحتجاز وتعذيب ستة من أولاده الثلاثة عشرة الذين هم في سن الدراسة الابتدائية، وهم كانوا التلاميذ الوحيدين المسجلين في تلك المدرسة المزعومة.
اعتقلت الشرطة الوالدين ووجهت إليهما تهمتي التعذيب وتعريض حياة أطفال للخطر. وقال مكتب شريف مدينة بيريس: إنّ "إحدى الشقيقات اتصلت بالشرطة للإبلاغ عن هذه المعاناة، بعدما تمكنت من الفرار من المنزل"، مشيراً إلى أنّها أجرت الاتصال بواسطة هاتف نقّال عثرت عليه في المنزل. أضاف أنّ الفتاة البالغة من العمر 17 عاما كانت "هزيلة" وبدت كأنّ عمرها لا يزيد على 10 أعوام، وقد "أكدت أنّ أشقاءها وشقيقاتها الـ12 يحتجزهم والداها داخل المنزل، وأنّ بعضاً منهم مقيّد بسلاسل وأغلال". وعثرت قوة من الشرطة على العديد من الأطفال مقيدين بأسرّتهم بسلاسل في ظلمة حالكة، وسط رائحة كريهة، وكانوا جميعاً يعانون من سوء تغذية ومتسخين جداً.
وبفضل حصوله على رخصة مدرسة خاصة، تمكن توربين من عزل أولاده الذين لم يرهم قط أيّ مدرس أو استشاري اجتماعي كما يحصل عادة مع تلاميذ المدارس. وتحقق السلطات حالياً في الأسباب التي حالت دون زيارة أيّ موظف تربوي أو مساعد اجتماعي للمدرسة المزعومة طوال أربع سنوات.
تثير مأساة كاليفورنيا، وغيرها من المظاهر العائلية الغريبة في الولايات المتحدة، قلق علماء الاجتماع من مستقبل مفهوم العائلة الأميركية ومخاطر انهيارها على تماسك المجتمع الأميركي الذي يعاني أصلاً من انقسامات عرقية ودينية واقتصادية. المفارقة أنّ عائلة توربين كانت في نظر المجتمع المحيط بها والسلطات الرسمية مثال العائلة الأميركية المحافظة، قبل انكشاف أمرها، فهي عائلة متدينة مؤلفة من والد ووالدة و13 ابناً وابنة.
وفي موازاة الأمراض العائلية المرتبطة بالقيم المحافظة والمتعصبة، التي تتجنب الاحتكاك مع الآخر والتعامل مع بشر لون بشرتهم مختلف ويحملون معتقدات دينية وثقافية مختلفة، ثمة أمراض أخرى أشد في العائلة الأميركية لا تبدأ من المخدرات ولا تنتهي بازدياد حالات الطلاق وارتفاع عدد الأبناء الذين يولدون خارج مؤسسة الزواج. على سبيل المثال، أظهرت استطلاعات رأي أخيرة في ولاية وست فرجينيا التي تضرب عائلاتها لعنة الهيروين والبطالة أنّ أكثر من 50 في المائة من أطفال الولاية لا يعيشون مع أهلهم البيولوجيين.
مدارس منزلية
أثير جدل في الولايات المتحدة، عقب الكشف عن قضية الأطفال المحتجزين في منزلهم، حول قوانين منح رخص المدارس الخاصة التي يبلغ عددها في ولاية كاليفورنيا وحدها نحو 30 ألف مدرسة معظمها برامج لتعليم التلاميذ في بيوتهم من دون الالتحاق بالمدارس الحكومية. كاليفورنيا واحدة من 14 ولاية أميركية لا تطلب من الأهل سوى إبلاغ السلطات المعنية بنيّتهم تعليم أولادهم في المنزل.