من المنتظر أن يحظى شباب أوروبا الذين سيبلغون 18 عاماً هذا العام بالذات بفرصة سفر مجانية عبر القطار في مختلف أنحاء دول الاتحاد، وهي خطوة يعتبرها أصحاب المبادرة إثباتاً للتعددية
يتجه الاتحاد الأوروبي في صيف العام الجاري إلى منح الآلاف من شباب أوروبا الذين سيبلغون الثامنة عشرة في 2018 بطاقات سفر مجانية عبر القطار للتعرف على دول الاتحاد. تأتي الخطوة بعد مبادرة للناشطين فينسنت هير ومارتن سبير، المعروفين بسفرهما حول أوروبا، ونشاطهما في سبيل تعزيز هوية الشباب الأوروبي وتمتين العلاقات بين الدول.
في ظل سنوات من الانقسام والتباعد بين بلدان الاتحاد، شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، أطلق الشابان عام 2016 حملة توقيعات بعنوان #FreeInterrail لكلّ من هم في الثامنة عشرة. ويبدو أنّ أصواتاً أوروبية برلمانية اتفقت معهما حول فكرة أنّ النقود لا يجب أن تعيق الشباب الأوروبي عن السفر والالتقاء بأقرانهم الأوروبيين لخلق ما يسمّونه "تفهماً أكبر لما تعنيه الهوية الأوروبية". تبنى عضو البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، من الاتحاد الديمقراطي المسيحي لبافاريا الألمانية، الترويج للفكرة بين أعضاء البرلمان منذ سبتمبر/ أيلول 2016.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أثمرت نشاطات المؤيدين لمنح الشباب الأوروبي البالغين هذا العام 18 عاماً الفرصة للسفر المجاني لثلاثين يوماً عبر القطارات حول أوروبا (30 دولة أوروبية)، إذ أدرج البرلمان مقترحاً على جدول أعماله أدى في نهاية المطاف إلى تبنيه. وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أقرّت المفوضية الأوروبية "تخصيص الدول الأعضاء أموال السفر المجاني".
يبدو أنّ جهود هير وسبير قد أثمرت تولي المفوضية الأوروبية مع مطلع العام الجاري العمل على معرفة طريقة التمويل الشاملة، قبل نهاية مارس/ آذار المقبل، بحسب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية جوزيف فالدشتاين.
أعضاء البرلمان الأوروبي الذين تحمسوا لفكرة مجانية رحلات الـ"إنتررايل" يرون فيها فرصة لمكافحة "الشعبوية والكراهية التي تنتشر في أوروبا هذه الأيام" بحسب فيبر. كذلك، يعتبر أنّ الرحلات تحارب نشر الأخبار الزائفة وتساهم في تجنب كراهية الأجانب.
وبالنسبة لمفوضة النقل الأوروبي، فيوليتا بولك، فإنّها "فكرة جيدة ونؤيدها بحرارة، خصوصاً أنها ستعزز التواصل بين شباب أوروبا".
اقــرأ أيضاً
تبدو فكرة السفر بين دول الاتحاد لمواجهة الكراهية، ومواجهة ما تنشره الأحزاب المتطرفة حول استحالة أن تكون أوروبا متعددة الثقافات وبأنّها مستهدفة بالأسلمة والهجرة، مهمة "للكشف عن التعددية في أوروبا"، بحسب مؤيدي الفكرة. لكن، لم يترك ممثلو الأحزاب الشعبوية المتشددة فرصة لمهاجمة هذه الفكرة بادعاء أنّها "مشروع رشوة يدفع الشباب للوقوع في غرام فكرة الاتحاد الأوروبي"، وفقاً لما نقلت صحيفة "بوليتكن" الدنماركية عن عضو البرلمان الأوروبي مورتن ماسرشميت، من حزب الشعب المتشدد.
في الفترة الممتدة من عام 1972 وحتى انهيار الكتلة الشرقية كان السفر عبر بطاقات "إنتررايل" إحدى أهم طرق التجوال الشبابي الأوروبي تحت سن 21 عاماً. وفي نفس العام، 1972 صيفاً، منح شباب 20 دولة أوروبية، تحت 21 سنة، فرصة السفر المجاني لمدة شهر للاطلاع على أوروبا.
في تلك الفترة لم يكن يشترط لشراء بطاقة "إنتررايل" أن يكون الشاب/ الشابة من مواليد الاتحاد الأوروبي، بل كانت البطاقات تباع لكلّ من يثبت بالهوية أنّه تحت سن 21 عاماً. بيعت مئات آلاف البطاقات الشبابية عبر السكك الحديدية الأوروبية سنوياً، ووصل التسويق إلى أوجه في فترة انهيار جدار برلين أواخر عام 1989، إذ استغل الشباب التغيرات الحاصلة في برلين للانطلاق نحوها ومعايشة الظروف التي سمحت بالتعرف على أكثر من 20 دولة أوروبية بلا حدود. وحتى قبل رفع مراقبة الحدود الداخلية، فقد كانت هذه البطاقات تسمح للشباب أن يعبروا الحدود ويعودوا إلى موطنهم الأصلي خلال 30 يوماً.
وفقاً لما يذهب إليه أصحاب فكرة "فري إنتررايل" فإنّ نحو 20 ألف مراهق، كبداية تجريبية، ممن سيصلون سن الثامنة عشرة سيحصلون صيف هذا العام، 2018، على تغطية السفر بمبلغ يقدر بنحو 12 مليون يورو. وتبلغ في المتوسط كلفة بطاقة "إنتررايل" لعبور ثلاثين بلداً أوروبياً نحو 500 يورو للشاب الواحد، وهو المبلغ الذي عمل على توفيره المبادرون إلى الفكرة التي يدافع عنها عضو البرلمان الأوروبي، ورئيس أكبر كتلة برلمانية محافظة "حزب الشعب الأوروبي"، الألماني مانفريد فيبر: "هي ليست لتوزيع بطاقات مجانية، بل هي استثمار في الشباب وفي مستقبل أوروبا".
اقــرأ أيضاً
يتجه الاتحاد الأوروبي في صيف العام الجاري إلى منح الآلاف من شباب أوروبا الذين سيبلغون الثامنة عشرة في 2018 بطاقات سفر مجانية عبر القطار للتعرف على دول الاتحاد. تأتي الخطوة بعد مبادرة للناشطين فينسنت هير ومارتن سبير، المعروفين بسفرهما حول أوروبا، ونشاطهما في سبيل تعزيز هوية الشباب الأوروبي وتمتين العلاقات بين الدول.
في ظل سنوات من الانقسام والتباعد بين بلدان الاتحاد، شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، أطلق الشابان عام 2016 حملة توقيعات بعنوان #FreeInterrail لكلّ من هم في الثامنة عشرة. ويبدو أنّ أصواتاً أوروبية برلمانية اتفقت معهما حول فكرة أنّ النقود لا يجب أن تعيق الشباب الأوروبي عن السفر والالتقاء بأقرانهم الأوروبيين لخلق ما يسمّونه "تفهماً أكبر لما تعنيه الهوية الأوروبية". تبنى عضو البرلمان الأوروبي، مانفريد فيبر، من الاتحاد الديمقراطي المسيحي لبافاريا الألمانية، الترويج للفكرة بين أعضاء البرلمان منذ سبتمبر/ أيلول 2016.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أثمرت نشاطات المؤيدين لمنح الشباب الأوروبي البالغين هذا العام 18 عاماً الفرصة للسفر المجاني لثلاثين يوماً عبر القطارات حول أوروبا (30 دولة أوروبية)، إذ أدرج البرلمان مقترحاً على جدول أعماله أدى في نهاية المطاف إلى تبنيه. وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أقرّت المفوضية الأوروبية "تخصيص الدول الأعضاء أموال السفر المجاني".
يبدو أنّ جهود هير وسبير قد أثمرت تولي المفوضية الأوروبية مع مطلع العام الجاري العمل على معرفة طريقة التمويل الشاملة، قبل نهاية مارس/ آذار المقبل، بحسب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية جوزيف فالدشتاين.
أعضاء البرلمان الأوروبي الذين تحمسوا لفكرة مجانية رحلات الـ"إنتررايل" يرون فيها فرصة لمكافحة "الشعبوية والكراهية التي تنتشر في أوروبا هذه الأيام" بحسب فيبر. كذلك، يعتبر أنّ الرحلات تحارب نشر الأخبار الزائفة وتساهم في تجنب كراهية الأجانب.
وبالنسبة لمفوضة النقل الأوروبي، فيوليتا بولك، فإنّها "فكرة جيدة ونؤيدها بحرارة، خصوصاً أنها ستعزز التواصل بين شباب أوروبا".
تبدو فكرة السفر بين دول الاتحاد لمواجهة الكراهية، ومواجهة ما تنشره الأحزاب المتطرفة حول استحالة أن تكون أوروبا متعددة الثقافات وبأنّها مستهدفة بالأسلمة والهجرة، مهمة "للكشف عن التعددية في أوروبا"، بحسب مؤيدي الفكرة. لكن، لم يترك ممثلو الأحزاب الشعبوية المتشددة فرصة لمهاجمة هذه الفكرة بادعاء أنّها "مشروع رشوة يدفع الشباب للوقوع في غرام فكرة الاتحاد الأوروبي"، وفقاً لما نقلت صحيفة "بوليتكن" الدنماركية عن عضو البرلمان الأوروبي مورتن ماسرشميت، من حزب الشعب المتشدد.
في الفترة الممتدة من عام 1972 وحتى انهيار الكتلة الشرقية كان السفر عبر بطاقات "إنتررايل" إحدى أهم طرق التجوال الشبابي الأوروبي تحت سن 21 عاماً. وفي نفس العام، 1972 صيفاً، منح شباب 20 دولة أوروبية، تحت 21 سنة، فرصة السفر المجاني لمدة شهر للاطلاع على أوروبا.
في تلك الفترة لم يكن يشترط لشراء بطاقة "إنتررايل" أن يكون الشاب/ الشابة من مواليد الاتحاد الأوروبي، بل كانت البطاقات تباع لكلّ من يثبت بالهوية أنّه تحت سن 21 عاماً. بيعت مئات آلاف البطاقات الشبابية عبر السكك الحديدية الأوروبية سنوياً، ووصل التسويق إلى أوجه في فترة انهيار جدار برلين أواخر عام 1989، إذ استغل الشباب التغيرات الحاصلة في برلين للانطلاق نحوها ومعايشة الظروف التي سمحت بالتعرف على أكثر من 20 دولة أوروبية بلا حدود. وحتى قبل رفع مراقبة الحدود الداخلية، فقد كانت هذه البطاقات تسمح للشباب أن يعبروا الحدود ويعودوا إلى موطنهم الأصلي خلال 30 يوماً.
وفقاً لما يذهب إليه أصحاب فكرة "فري إنتررايل" فإنّ نحو 20 ألف مراهق، كبداية تجريبية، ممن سيصلون سن الثامنة عشرة سيحصلون صيف هذا العام، 2018، على تغطية السفر بمبلغ يقدر بنحو 12 مليون يورو. وتبلغ في المتوسط كلفة بطاقة "إنتررايل" لعبور ثلاثين بلداً أوروبياً نحو 500 يورو للشاب الواحد، وهو المبلغ الذي عمل على توفيره المبادرون إلى الفكرة التي يدافع عنها عضو البرلمان الأوروبي، ورئيس أكبر كتلة برلمانية محافظة "حزب الشعب الأوروبي"، الألماني مانفريد فيبر: "هي ليست لتوزيع بطاقات مجانية، بل هي استثمار في الشباب وفي مستقبل أوروبا".