أفرج زعيم حركة "رجال الكرامة" في السويداء، جنوب سورية، يحيى الحجار، بوساطة روسية، عن نحو 17 امرأة و9 أطفال من عائلات مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، وذلك في مبادرة حسن نية في سبيل استعادة مخطوفي السويداء.
ويعتقد أن المحتجزين المفرج عنهم وهم من عائلات بدوية في المحافظة، لهم صلات قربى مع عناصر في التنظيم من الذين هاجموا بعض القرى في الريف الشرقي للسويداء في الـ25 من شهر يوليو/تموز الماضي. وسقط خلال الهجوم عشرات القتلى، وجرح أكثر من 500 شخص، فضلاً عن اختطاف التنظيم لنحو 30 شخصا، بينهم 19 طفلاً.
وقالت "دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز"، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إنه "بمبادرة من الشيخ أبو حسن يحيى الحجار وبرعاية من مشيخة العقل وبوساطة روسية، تم اليوم تسليم المحتجزات من البدو أطفالهن لدى الشيخ أبو حسن كمبادرة حسن نية ودرء للفتنة".
ولفتت إلى أن "التسليم تم في منزل سماحة شيخ العقل يوسف جربوع في السويداء، وبحضور سماحة شيخ العقل حمود الحناوي، والشيخ أبو حسن يحيى الحجار، واللجنة الممثلة للهيئات الدينية والاجتماعية، وكل من أبو فراس جواد الأطرش، والأب عادل البشارة، والشيخ عبد الرحمن النمر، والشيخ أبو عبد الحكيم سعود النمر عن البدو، وضباط روس عالي المستوى، ومنسق العلاقة مع الضباط الروس عماد العقباني".
وأقدمت حركة "رجال الكرامة" خلال الأسابيع الماضية على احتجاز عدد من عائلات مقاتلي التنظيم المتورطين في الهجوم على السويداء، في مسعى لصفقة تبادل مع مخطوفي السويداء، لم تنجح إلى اليوم.
وقالت مصادر مطلعة، طلبت عدم كشف هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "الروس قدموا تطمينات للمجتمعين حول متابعتهم لملف المخطوفين وقرب إطلاق سراح المخطوفين في السويداء".
وكانت وسائل إعلام محلية تناقلت أخيرا أنباء عن وجود اتفاق بين التنظيم وإيران، ينص على نقل نحو 400 مقاتل من التنظيم إلى إدلب، إضافة إلى أن أحد بنوده يقضي بإطلاق سراح مخطوفي السويداء.
ولفتت المصادر ذاتها إلى أن "هناك تذمرا من شريحة واسعة من أهالي المحافظة، من موقف النظام حيال ملف مخطوفي السويداء، إذ لم يُلمس أي إجراء جدي بهذا الخصوص، باستثناء العملية العسكرية في الريف الشرقي من السويداء، والتي تواجه اليوم حالة من الاستعصاء في منطقة تلول الصفا، حيث يتحصن نحو 1500 مقاتل داعشي يعتقد أن المخطوفين بحوزتهم".
يشار إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت توتراً بين الدروز، وهم المكون الأكبر في السويداء، والبدو في الريف الشرقي، المتهمين بانتماء عدد منهم للتنظيم وبالتعاون معه وتسهيل الهجوم على السويداء.