يرافق الشاب الفلسطيني نور حرز الله صديقه كرم النابلسي إلى جلسة "المَساج السمكي"، والتي تم افتتاح قسم خاص بها في نادي "كزا ميزا" وسط مدينة غزة، من أجل العلاج والاستجمام.
"دكتور فيش" هو الاسم الذي اختاره أصحاب المشروع، والذي يستخدم أسماك "الجاراروفا"، موطنها تركيا، لعلاج بعض الأمراض الجلدية والعصبية، علاوة على العناية بالجانب النفسي، إذ تساعد الجلسات على الاسترخاء.
وتتغذى الأسماك ذات اللون الفضي، صغيرة الحجم، والتي لا يتجاوز حجمها 3 سنتيمترات، من فضلات الأقدام والخلايا الميتة، إلى جانب فرز مادة منعمة للجلد، بينما تقوم في الوقت ذاته بعملية أشبه بـ "المساج" والذي يعمل على إضفاء جو من الاسترخاء والراحة والاستمتاع.
العملية تبدأ داخل حوض زجاجي، معبأ بالمياه العذبة ومئات الأسماك الصغيرة، التي تنتظر طعامها من أقدام المرضى والزبائن، إذ تنقض جميعها على القدم أو اليد فور دخولها في الماء، الذي يتم تعقيمه وتغييره بشكل متواصل.
ويقول المدير التنفيذي لنادي "كزا ميزا" محمود عثمان (44 عاماً)، وهو خريج سياحة وفنادق، لـ "العربي الجديد"، إنّ فكرة "دكتور فيش" تبلورت جراء رغبة النادي في إضافة قسم جديد، بأفكار جديدة ومبتكرة، وغير تقليدية، ويتم من خلالها تقديم العديد من الخدمات.
ويوضح أنه بعد دراسة المشروع، تبيّن أن الموطن الأساسي لتلك الأسماك هو تركيا، ما دفع الفريق إلى محاولة استيراد نحو 2500 سمكة، مبيناً أن الاحتلال الإسرائيلي عرقل دخول صناديق الأسماك مرات عدة، إلى أن تم السماح لهم مؤخراً بإدخالها.
وتستهدف الجلسات العلاجية وجلسات المساج السمكي الجنسين بمختلف الأعمار، وتقدم الأسماك الموزعة على نحو 16 حوضاً علاجاً فعالاً لبعض مشاكل الجهاز العصبي، غير أنها تستخدم كطب بديل لعلاج الصدفية، الاستجمام، الاسترخاء، ومساج القدم الذي يحقق الراحة النفسية، وفق ما يوضح عثمان.
ويرى عثمان أن "دكتور فيش" يقدم خدمة مهمة لشريحة من أهالي قطاع غزة، خاصة أنه يعتني بالصحة النفسية، في الوقت الذي يعاني فيه أهالي غزة من أوضاع سيئة، مبيناً أن النادي يسعى إلى تطوير المشروع، عبر إيجاد أحواض كبيرة، يغمر فيها كل الجسم، بهدف علاج الأمراض المنتشرة في الجزء العلوي من الجسد.
من ناحيتها؛ تبين روند اللوح، خريجة كيمياء من جامعة الأزهر بمدينة غزة، وتعمل اختصاصية القسم النسائي في مشروع "دكتور فيش"، أن سمك "الجاراروفا" يختص بإزالة الجلد الميت، والخلايا التالفة، مضيفة: "لا أسنان لهذه الأسماك، التي تتغذى على الجلد وتقوم بسحبه عن طريق الفم".
ويتم التعامل مع المستفيد من الخدمة وفق خطوات عدة، إذ يقوم في البداية بخلع الحذاء، وغسل قدميه وتنظيفهما، ومن ثم تعقيمهما، تمهيداً لنقعهما في حوض الأسماك، حيث تبقيان لمدة نصف ساعة.
وتختص الأسماك صغيرة الحجم بعلاج أمراض الإكزيما، الصدفية، الفطريات، تشققات الجلد، والخشونة، وتوضح اللوح مضيفة: "يتم العلاج وفق وصفة خاصة من دكتور الجلد، بينما يتم تقديم خدمة المساج للراغبين".