في دير بلدة تال مارموتييه في إقليم الراين الأسفل، شماليّ شرق فرنسا، كانت الفتاة الصغيرة تتمرّن على كيفيّة تركيب مقاطع لفظيّة بعدما حفظت حروف الهجاء الفرنسيّة. لم يحدّد مصوّر وكالة "فرانس برس" هويّتها، إلا أنّها لاجئة تحمل إمّا جنسيّة السودان أو إثيوبيا أو إرتيريا أو جمهوريّة أفريقيا الوسطى.
وكانت راهبات الدير قد استقبلنَ في أواخر عام 2017 المنصرم لاجئين من تلك البلدان إلى جانب آخرين من سورية، هربوا جميعاً من الظروف القاسية التي تعيشها أوطانهم. هؤلاء اللاجئون، والصغيرة من بينهم، يعلمون أنّ وجودهم في هذا الدير الواقع في منطقة ألزاس ليس سوى محطّة مؤقّته، إلى حين تحدّد لهم السلطات الفرنسيّة وجهتهم التالية.
وهذه المحطّة المؤقّتة تبدو "مثمرة"، بالنسبة إلى الصغيرة على أقلّ تقدير، إذ إنّها قد تمهّد لها الطريق لتكمل تعليمها حيثما تحطّ رحالها مستقبلاً. وقد تسمح لها هذه المحطّة "المثمرة" كذلك بأن تصير معنيّة باليوم العالميّ للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الذي يُحتفى به في الحادي عشر من فبراير/ شباط من كلّ عام.
في هذه المناسبة الموافقة اليوم الأحد، يشدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على أنّه "نحن في حاجة إلى تشجيع الفتيات والنساء ودعمهنّ لتحقيق قدراتهنّ كباحثات عالميّات ومخترعات". الفتاة الصغيرة اللاجئة في دير تال مارموتييه الفرنسيّ قد تكون مشروع امرأة ناجحة في ميدان العلوم... تحيّة إلى كلّ من يشجّعها ويدعمها.
(العربي الجديد)