تحت شعار "مسؤوليات رغم التحديات"، عقد مؤتمر"المسؤولية الاجتماعية الخامس" في معهد الدوحة للدراسات العليا، اليوم الإثنين، وحصدت 14 شخصية ووزارة وجهة، جوائز المسؤولية المجتمعية لعام 2017، ومنحت الجائزة الكبرى للشعب القطري بكل فئاته، وللمواطن والمقيم، ولكل من ساهم في كسر الحصار الجائر الذي تفرضه ثلاث دول خليجية ومصر على قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران عام 2017.
وقال رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية في دار الشرق، ثاني بن علي آل ثاني، إن هذا المؤتمر استثنائي في ظروف انعقاده تحت حصار جائر، واستثنائي في تداوله للمسؤوليات رغم عظمة التحديات، واستثنائي في دواعي انعقاده ليعرف العالم أن الهمم لا ترضى إلّا بالقمم، واستثنائي لأنه كشف أنه مع المحن تأتي المنح، واستثنائي حتّى في اختيار الفائزين بجوائز المسؤولية. أضاف: "على الرغم من الحصار الذي دام حتى الآن أكثر من ثمانية أشهر، رأينا قيام أفراد وجهات كثيرة بمسؤوليات استثنائية قدمت نماذج لنوعية الأخلاق والقدرة التي تتمتع بها قطر وأهلها في إبطال مفعول الحصار وتجاوز آثاره خلال فترة وجيزة، ورأينا تكريمهم على جهودهم ومسؤولياتهم التي تجاوزت اعتيادية الأعمال والنتائج المرتقبة".
واحتلّ صدارة رواد المسؤولية المجتمعية الذين كرّموا، المواطن غانم بن سلطان الهديفي، وهو أحد رجالات قطر، وكان سباقاً للتفاعل بمسؤولية حيال أهل قطر خلال الأيام الأولى للحصار الجائر، عندما مارست السلطات السعودية تعسفها بإغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية، ومنع الخطوط الجوية القطرية من التحليق في أجواء السعودية، وطرد المعتمرين القطريين من فنادق مكة، فما كان منه إلا أن جمع أهل قطر والمقيمين في فنادق عدة، واستأجر حافلات تقلهم إلى مطار جدة، ثم استأجر طائرة خاصة لنقل الجميع إلى الدوحة.
وحصد جائزة المسؤولية الاجتماعية لعام 2017 الفنان أحمد بن ماجد المعاضيد، الذي أبدع صورة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بوسم "تميم المجد"، والتي انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشوارع وعلى الجدران والسيارات، ما أكسبها شهرة محلية وعالمية كبيرة لتتحول إلى أيقونة لمقاومة الحصار، وقد رفض المعاضيد التجارة بها أو أخذ مقابل مادي.
وقال محافظ قطر المركزي ورئيس صندوق "دعم"، عبدالله بن سعود آل ثاني، إن صندوق "دعم"، قدم دعماً رئيسياً لهذا المؤتمر، إيماناً منه بأهمية المسؤولية المجتمعية ودورها في تنمية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً أن المسؤولية المجتمعية أصبحت ركناً أساسياً وهاماً للتنمية الاقتصادية على المستوى الدولي، مستشهداً بأن منظمة الأمم المتحدة أصدرت عام 2000 الكتاب العالمي الذي عرف المسؤولية المجتمعية، وحث الدول على تشجيع المؤسسات والشركات للمساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية.
بدورها، قالت نائب رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا للشؤون الإدارية والمالية، هند المفتاح، إن احتضان المعهد لهذا المؤتمر يأتي تكريساً لدوره الأصيل من خلال كونه مؤسسة أكاديمية ذات مسؤولية اجتماعية، ولديه التزام عميق بتعزيز ونشر مفهوم وثقافة وممارسات المسؤولية الاجتماعية، والسعي إلى تطويره بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وبما يتواءم مع رؤية قطر 2030، وهو ما يتفق تماماً مع رسالته التي تركز على تكريس القيم الثقافية والاجتماعية والإنسانية والبيئية الإيجابية الداعمة للتنمية والتطوير. من جهة أخرى، فهو انعكاس لدوره بمشاركة غيره من مؤسسات المجتمع كافة، والمدني خاصة، بتقديم المبادرات التي تكرس المسؤولية المجتمعية كواجب وطني وأخلاقي وتسعى إلى ترجمته واقعاً ملموساً.
اقــرأ أيضاً
وأكدت المفتاح أنّ المسؤولية الاجتماعية أصبحت اليوم من أهم العوامل والمؤشرات المستخدمة لقياس أداء ومساهمات المؤسسات والشركات بدعم الأهداف التنموية الاجتماعية للدولة. ولم تعد المسؤولية المجتمعية خياراً للأفراد والمؤسسات المختلفة، لكنها أصبحت أمراً حتمياً للبقاء والاستمرار. أضافت أن المسؤولية المجتمعية لم تعد تتمثل في الزكاة والأعمال الخيرية بل توسعت وأصبحت مجالاً خصباً لتشمل توفير آليات فاعلة من شأنها التصدي للتحديات القائمة، خصوصاً في أوقات الأزمات، ومحاولة إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل التي تقف عائقاً في وجه النمو الاقتصادي.
من جهته، قدّم الرئيس التنفيذي لدار الشرق، عبد اللطيف آل محمود، عرضاً لأبرز إنجازات المؤتمر لعام 2017، وموجزاً عن الخطة المقبلة، مبيناً أن كافة القطاعات قد تحلت بروح المسؤولية في زيادة الإنتاج وبذل المزيد من الجهد للمضي في تنفيذ إستراتيجية الدولة التنموية، ما أسهم في تجاوز تداعيات الحصار. وأشار إلى أن قيم الربح والخسارة لم تعد المعيار الوحيد لتقييم الشركات، بل هناك قيم أهمها المسؤولية المجتمعية، وهي من أهم المعايير التي تساعد على تقييم الشركات وقياس أدائها ومساهماتها في المجتمع. وتُقاس قيمة الشركة في المجتمع بمدى تحملها المسؤولية حيال نفسها والآخرين، لافتاً إلى أن دور المؤسسات العامة والخاصة بات محورياً في تنمية المجتمع.
وأوضح أن دراسة للأمم المتحدة شملت 101 دولة حول العالم، وجمعت 452 مقالا حول المسؤولية المجتمعية نشرت في مجلات مختلفة. وأشار إلى نشر أربعة مقالات فقط ما بين عامي 1990 و1994، بما نسبته واحد في المائة فقط من إجمالي المقالات، فيما نشر نحو 26 مقالاً ما بين عام 1995 و2005 بما نسبته 5 في المائة. وارتفع عدد المقالات المنشورة ما بين عامي 2005 و2009 إلى 188 مقالاً بنسبة 40 في المائة، فيما وصل عدد المقالات المنشورة ما بين عامي 2010 و2015 إلى نحو 239 مقالاً أي بنسبة 53 في المائة من إجمالي المقالات المنشورة. وأوضح أن زيادة عدد المقالات المنشورة خلال السنوات الأخيرة تدل على زيادة الوعي والنضج والمسؤولية المجتمعية خلال السنوات العشر الماضية في المجتمع الدولي.
وخلال الحفل، دشن "الكتاب الأبيض" الذي حمل عنوان المسؤولية المجتمعية في مواجهة الحصار، وعقدت جلستان نقاشيتان، الأولى تحت عنوان "مسؤوليات رسم التحديات"، بمشاركة الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، عبد العزيز آل خليفة، والإعلامي القطري عبد العزيز آل اسحاق، والأستاذ في معهد الدوحة، علي المستريحي. أما الجلسة الثانية، فكانت حول "فن إدارة الأزمات"، بمشاركة كل من عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر خالد العبد القادر، وأستاذ القانون الجنائي في جامعة قطر، خالد صالح الشمري، ورئيس قسم الإعلام في كلية الآداب في جامعة قطر، نور الدين الميلادي.
يذكر أن مؤتمر المسؤولية المجتمعية الذي أطلق في عام 2013، يهدف إلى ترسيخ فكرة المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات، والسعي إلى ترسيخ وتعميق مفاهيمها من خلال تشجيع ورصد المبادرات المميزة داخل المجتمع، وإلقاء الضوء على إنجازات الشركات وتكريم أصحابها، من خلال تدوينات الكتاب الأبيض ومنج الجوائز لأبرز المساهمات المجتمعية.
وقال رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية في دار الشرق، ثاني بن علي آل ثاني، إن هذا المؤتمر استثنائي في ظروف انعقاده تحت حصار جائر، واستثنائي في تداوله للمسؤوليات رغم عظمة التحديات، واستثنائي في دواعي انعقاده ليعرف العالم أن الهمم لا ترضى إلّا بالقمم، واستثنائي لأنه كشف أنه مع المحن تأتي المنح، واستثنائي حتّى في اختيار الفائزين بجوائز المسؤولية. أضاف: "على الرغم من الحصار الذي دام حتى الآن أكثر من ثمانية أشهر، رأينا قيام أفراد وجهات كثيرة بمسؤوليات استثنائية قدمت نماذج لنوعية الأخلاق والقدرة التي تتمتع بها قطر وأهلها في إبطال مفعول الحصار وتجاوز آثاره خلال فترة وجيزة، ورأينا تكريمهم على جهودهم ومسؤولياتهم التي تجاوزت اعتيادية الأعمال والنتائج المرتقبة".
واحتلّ صدارة رواد المسؤولية المجتمعية الذين كرّموا، المواطن غانم بن سلطان الهديفي، وهو أحد رجالات قطر، وكان سباقاً للتفاعل بمسؤولية حيال أهل قطر خلال الأيام الأولى للحصار الجائر، عندما مارست السلطات السعودية تعسفها بإغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية، ومنع الخطوط الجوية القطرية من التحليق في أجواء السعودية، وطرد المعتمرين القطريين من فنادق مكة، فما كان منه إلا أن جمع أهل قطر والمقيمين في فنادق عدة، واستأجر حافلات تقلهم إلى مطار جدة، ثم استأجر طائرة خاصة لنقل الجميع إلى الدوحة.
وحصد جائزة المسؤولية الاجتماعية لعام 2017 الفنان أحمد بن ماجد المعاضيد، الذي أبدع صورة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بوسم "تميم المجد"، والتي انتشرت بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشوارع وعلى الجدران والسيارات، ما أكسبها شهرة محلية وعالمية كبيرة لتتحول إلى أيقونة لمقاومة الحصار، وقد رفض المعاضيد التجارة بها أو أخذ مقابل مادي.
وقال محافظ قطر المركزي ورئيس صندوق "دعم"، عبدالله بن سعود آل ثاني، إن صندوق "دعم"، قدم دعماً رئيسياً لهذا المؤتمر، إيماناً منه بأهمية المسؤولية المجتمعية ودورها في تنمية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً أن المسؤولية المجتمعية أصبحت ركناً أساسياً وهاماً للتنمية الاقتصادية على المستوى الدولي، مستشهداً بأن منظمة الأمم المتحدة أصدرت عام 2000 الكتاب العالمي الذي عرف المسؤولية المجتمعية، وحث الدول على تشجيع المؤسسات والشركات للمساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية.
بدورها، قالت نائب رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا للشؤون الإدارية والمالية، هند المفتاح، إن احتضان المعهد لهذا المؤتمر يأتي تكريساً لدوره الأصيل من خلال كونه مؤسسة أكاديمية ذات مسؤولية اجتماعية، ولديه التزام عميق بتعزيز ونشر مفهوم وثقافة وممارسات المسؤولية الاجتماعية، والسعي إلى تطويره بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وبما يتواءم مع رؤية قطر 2030، وهو ما يتفق تماماً مع رسالته التي تركز على تكريس القيم الثقافية والاجتماعية والإنسانية والبيئية الإيجابية الداعمة للتنمية والتطوير. من جهة أخرى، فهو انعكاس لدوره بمشاركة غيره من مؤسسات المجتمع كافة، والمدني خاصة، بتقديم المبادرات التي تكرس المسؤولية المجتمعية كواجب وطني وأخلاقي وتسعى إلى ترجمته واقعاً ملموساً.
وأكدت المفتاح أنّ المسؤولية الاجتماعية أصبحت اليوم من أهم العوامل والمؤشرات المستخدمة لقياس أداء ومساهمات المؤسسات والشركات بدعم الأهداف التنموية الاجتماعية للدولة. ولم تعد المسؤولية المجتمعية خياراً للأفراد والمؤسسات المختلفة، لكنها أصبحت أمراً حتمياً للبقاء والاستمرار. أضافت أن المسؤولية المجتمعية لم تعد تتمثل في الزكاة والأعمال الخيرية بل توسعت وأصبحت مجالاً خصباً لتشمل توفير آليات فاعلة من شأنها التصدي للتحديات القائمة، خصوصاً في أوقات الأزمات، ومحاولة إيجاد حلول مبتكرة للمشاكل التي تقف عائقاً في وجه النمو الاقتصادي.
من جهته، قدّم الرئيس التنفيذي لدار الشرق، عبد اللطيف آل محمود، عرضاً لأبرز إنجازات المؤتمر لعام 2017، وموجزاً عن الخطة المقبلة، مبيناً أن كافة القطاعات قد تحلت بروح المسؤولية في زيادة الإنتاج وبذل المزيد من الجهد للمضي في تنفيذ إستراتيجية الدولة التنموية، ما أسهم في تجاوز تداعيات الحصار. وأشار إلى أن قيم الربح والخسارة لم تعد المعيار الوحيد لتقييم الشركات، بل هناك قيم أهمها المسؤولية المجتمعية، وهي من أهم المعايير التي تساعد على تقييم الشركات وقياس أدائها ومساهماتها في المجتمع. وتُقاس قيمة الشركة في المجتمع بمدى تحملها المسؤولية حيال نفسها والآخرين، لافتاً إلى أن دور المؤسسات العامة والخاصة بات محورياً في تنمية المجتمع.
وأوضح أن دراسة للأمم المتحدة شملت 101 دولة حول العالم، وجمعت 452 مقالا حول المسؤولية المجتمعية نشرت في مجلات مختلفة. وأشار إلى نشر أربعة مقالات فقط ما بين عامي 1990 و1994، بما نسبته واحد في المائة فقط من إجمالي المقالات، فيما نشر نحو 26 مقالاً ما بين عام 1995 و2005 بما نسبته 5 في المائة. وارتفع عدد المقالات المنشورة ما بين عامي 2005 و2009 إلى 188 مقالاً بنسبة 40 في المائة، فيما وصل عدد المقالات المنشورة ما بين عامي 2010 و2015 إلى نحو 239 مقالاً أي بنسبة 53 في المائة من إجمالي المقالات المنشورة. وأوضح أن زيادة عدد المقالات المنشورة خلال السنوات الأخيرة تدل على زيادة الوعي والنضج والمسؤولية المجتمعية خلال السنوات العشر الماضية في المجتمع الدولي.
وخلال الحفل، دشن "الكتاب الأبيض" الذي حمل عنوان المسؤولية المجتمعية في مواجهة الحصار، وعقدت جلستان نقاشيتان، الأولى تحت عنوان "مسؤوليات رسم التحديات"، بمشاركة الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، عبد العزيز آل خليفة، والإعلامي القطري عبد العزيز آل اسحاق، والأستاذ في معهد الدوحة، علي المستريحي. أما الجلسة الثانية، فكانت حول "فن إدارة الأزمات"، بمشاركة كل من عميد كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة قطر خالد العبد القادر، وأستاذ القانون الجنائي في جامعة قطر، خالد صالح الشمري، ورئيس قسم الإعلام في كلية الآداب في جامعة قطر، نور الدين الميلادي.
يذكر أن مؤتمر المسؤولية المجتمعية الذي أطلق في عام 2013، يهدف إلى ترسيخ فكرة المسؤولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات، والسعي إلى ترسيخ وتعميق مفاهيمها من خلال تشجيع ورصد المبادرات المميزة داخل المجتمع، وإلقاء الضوء على إنجازات الشركات وتكريم أصحابها، من خلال تدوينات الكتاب الأبيض ومنج الجوائز لأبرز المساهمات المجتمعية.