يشعر 122 ألف طالب وطالبة، يتوزعون على 171 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأردن، بخطر داهم يتهدد مستقبلهم الدراسي، نتيجة للأزمة المالية التي تعيشها الوكالة الدولية.
"بحب مدرستي كتير، ما بدّي يسكّروها"، تقول هدى، الطالبة في مدرسة تابعة لأونروا في عمان، أثناء مشاركتها، اليوم الإثنين، في إطلاق طائرة ورقية كتب علها "الكرامة لا تقدّر بثمن".
وتشير الطالبة في الصف الثالث الابتدائي، إلى نجمة على جبينها، وتقول "المعلمة حطلتي إياها عشان أنا شاطرة، راح نضل بالمدرسة (..) اليوم بنطيّر طيارات عشان ما يسكروا المدرسة".
إلى جانب هدى، شارك عشرات الطلاب والطالبات في إطلاق الطائرات الورقية، في مجمع مدرسة إناث النزهة الإعدادية، في العاصمة عمّان، ضمن نشاطات الحملة العالمية التي أطلقتها (أونروا)، في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، تحت شعار "الكرامة لا تقدّر بثمن"، لجمع تبرعات مالية، عقب إعلان واشنطن تجميد جزء من الدعم الذي تقدمه للوكالة الأممية.
وتزامن النشاط في الأردن مع نشاط مماثل في جميع مناطق عمليات الوكالة الخمس، وهي إضافة إلى الأردن، الضفة الغربية، وقطاع غزة، وسورية، ولبنان.
وقالت مديرة الإعلام في منطقة عمليات الأردن، منال سلطان: "الفعالية الرمزية تهدف إلى إيصال صوت الطلبة إلى العالم (..) قوة المجتمع الطلابي في أونروا ستعمل كتحدٍ للحفاظ على حق اللاجئين في التعليم".
ويبلغ عدد المدارس التابعة للوكالة في الأقاليم الخمسة 700 مدرسة، يلتحق بها أكثر من 500 ألف طالب وطالبة، وفقاً لأحدث إحصائيات أونروا، فيما يستهلك الإنفاق على التعليم نحو ثلثي الموازنة السنوية.
وتسبق فعالية الطائرات الورقية، المؤتمر الاستثنائي للمانحين المقرر عقده في روما، يوم الخميس القادم، بمشاركة تسعين دولة.
وبحسب سلطان "يهدف المؤتمر إلى الوقوف على المشكلة المالية للوكالة، لإيجاد حلول شاملة عبر تقاسم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للأعباء المالية، بما يضمن استمرارية عمل أونروا".
يذكر أن الأزمة المالية المزمنة للوكالة كادت أن تتسبب، في سبتمبر/أيلول 2015، في إغلاق المدارس، قبل أن تقدم دول مانحة مساعدات لاستمرار العملية التعليمية، لكن سلطان تؤكد أن "الوضع هذه المرة أكثر خطراً منه في 2015".