ابتداءً من يوم غدٍ الإثنين، ينشر "العربي الجديد" سلسلة تحقيقات ومقابلات تتناول أوضاع المهاجرين غير الشرعيين الذين انطلقوا من تونس إلى السواحل الإيطالية.
وكان "العربي الجديد" قد انطلق على خطى مهاجرين تونسيّين حسموا أمرهم بالرحيل عن البلاد ليبلغوا الشواطئ الإيطالية. بالنسبة إلى كثيرين، فإنّ تلك الشواطئ الممتدة على البحر الأبيض المتوسط باب مشرّع على أوروبا وعلى مستقبل أفضل طالما حلموا به. لكنّ الواقع الذي يصطدمون به سريعاً، يشير إلى حقيقة أخرى مؤلمة يعاني خلالها هؤلاء الواهمون، إذ تلاشت أحلام عدّوها كبرى.
معاناة هؤلاء لا تبدأ مع اجتياز الحدود التونسية ولا خلال محطّات قاسية في ليبيا ولا في مراكب الموت. كذلك، فإنّها لا تنتهي مع انتشالهم من عرض البحر بعدما خبر كثيرون منهم الغرق، وبلوغهم اليابسة. حينها، يكون قد كُتِب لهم عمر جديد. هذا صحيح، لكنّ نجاتهم تفتح المجال واسعاً أمام مآس أخرى.
خلال الرحلة إلى حيث تجري الأحداث بهدف تقصّي تفاصيلها من كلّ الجهات وخوض التجربة نفسها التي يعرفها المهاجر إلى إيطاليا بحراً، التقى "العربي الجديد" مهاجرين سريين وآخرين شرعيين، وكذلك ناشطين في المجتمع المدني العربي والإيطالي، إلى جانب مسؤولين رسميين ومعنيين من منظمات نقابية وإنسانية ورجال دين وباحثين وشهود على الحقيقة المغيّبة.
لامبيدوزا، وراغوزا، وسيراكوزا، وفيتوريا، وبوتسالو، وكانيكاتيني، وكاتانيا، وباليرمو وروما... محطات في رحلتنا تُضاف إليها كالتانيسيتا، مركز ترحيل المهاجرين، وغيرها من المدن الساحلية الإيطالية التي يلجأ إليها المهاجرون. وفي كلّ واحدة من تلك المدن، وجدنا أنفسنا من جديد عند أبواب "السجن الأبيض المتوسط". فإيطاليا تحوّلت إلى سجن كبير للمهاجرين السريين ولآخرين من المهاجرين الشرعيين الذين تحاصرهم القوانين الإيطالية الجديدة الصارمة، لذا يجد هؤلاء أنفسهم غير قادرين على مغادرة إيطاليا خوفاً من أن يُمنعوا من العودة إليها بعد سنوات طويلة من الإقامة فيها، وبالتالي ضياع كلّ حقوقهم.
(العربي الجديد)