وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في كلمة له، خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة رام الله، اليوم، إن "هذا العام لإحياء يوم الأسير الفلسطيني مختلف من كافة النواحي، لأنه يأتي وسط محاولة إسرائيل نزع الشرعية عن نضال المعتقلين الفلسطينيين وتجريدهم من مكانتهم الإنسانية والنضالية، من خلال قوانين كثيرة شرعها البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) وهي معادية لحقوق الأسرى والشعب الفلسطيني"، فيما أكد قراقع على ضرورة الحفاظ على مشروعية نضال الشعب الفلسطيني.
وطالب أن تكون فعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني هذا العام كبيرة ومميزة جدا، لأن الأسرى مستهدفون على المستوى الرسمي الإسرائيلي والبرلمان الإسرائيلي ضمن الفاشية الإسرائيلية التي عنوانها الكراهية والتطرف.
وأكد أن قضية الأسرى مركزية للشعب الفلسطيني، وأنّ الاحتلال واهم أنه سيحصل على سلام في هذه المنطقة ما دام يعتقل أبناء الشعب الفلسطيني.
وتطرق المسؤول الفلسطيني إلى حملات الاعتقال الواسعة جدا التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل قوات الاحتلال، وأن إسرائيل تواصل حملتها ضد الأطفال القاصرين يوما بعد يوم، مشيرا إلى الفيديو الذي نشرته عائلة الفتاة عهد التميمي يوم أمس الإثنين، حول ظروف التحقيق معها، ليؤكد ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون من تعامل بشع خلال اعتقالهم واستجوابهم.
وطالب قراقع، الأمين العام للأمم المتحدة بإعلان إسرائيل دولة فصل عنصري في هذه المنطقة، وأن توضع كسلطة محتلة على قائمة العار لأنها تخالف القوانين الإنسانية واتفاقية حقوق الطفل، فيما طالب الأمين العام بوضع المنظمات والجمعيات الإسرائيلية اليهودية وجيش الاحتلال على قائمة الإرهاب العالمي.
كما دعا قراقع البرلمانات الدولية إلى مقاطعة برلمان إسرائيل (الكنيست) وأعضاء النواب الإسرائيليين لما يقوم به البرلمان من تشريعات عنصرية خطيرة، والتي تشكل خطراً على منظومة القيم والعدالة الإنسانية لذا يجب وضع حد لهذه التشريعات الخطيرة التي تمس حقوق الإنسان الفلسطيني.
ودعا كذلك إلى تفعيل سياسة المقاطعة لدولة الاحتلال التجارية والاقتصادية، ووقف تجميد الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل من أجل عزلها وفضح هذه الدولة التي تستهتر بالقوانين الدولية.
من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس في كلمة له، إن "دولة الاحتلال في سلوك منحدر وباتت فاشية، إذ تشن ضد الشعب الفلسطيني حرب استنزاف من بوابة الاعتقال وهو عمل ممنهج لإحباطه". مشددا على أن قتل بعض الأسرى الجرحى بعد اعتقالهم، دليل على وجود تعليمات من قادة الاحتلال باستسهال قتل الفلسطينيين.
وقال فارس إن "يوم الأسير، مناسبة ملائمة لتفعيل الحركة الشعبية للتضامن مع الأسرى، وذلك يعمق من الإرباك والأزمة الإسرائيلية محليا ودوليا، لقد توجهنا إلى أطراف الحركة الوطنية جميعا من أجل بلورة استراتيجية وطنية للتعامل مع قضية الأسرى وقدمنا تصورا لذلك".
وتابع "المعتقلون الإداريون قرروا قبل نحو شهرين مقاطعة المحاكم، ومن المفترض أن تتسع مقاطعة المحاكم، وأن تتخذ الحركة الوطنية قرارا بمقاطعتها لما لها من أثر هام".
من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، في كلمته، إن "العام الماضي، شهد عمليات انتقامية بحق الأسرى بعد إضراب الكرامة الذي خاضوه لمدة 42 يوما، وكذلك ما زال الأسرى الإداريون يواصلون مقاطعة المحاكم ولا يعترفون بشرعيتها، ويتوجب على الشعب الفلسطيني مساندتهم في هذه الخطوة".
وأوضح أنه في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى واستشهاد العديد منهم، فإنه من الأهمية المشاركة بفعاليات البرنامج الوطني لفعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني والتي ستبلغ ذروتها يوم 17 من أبريل/نيسان الجاري، رفضا لهذا الاحتلال والانتهاكات بحق الأسرى والأسيرات.
وأقر المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره السلطة العليا لمنظمة التحرير الفلسطينية في عام 1974، خلال دورته العادية، إحياء يوم الأسير الفلسطيني في 17 من أبريل/ نيسان من كل عام، وفاء لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة وتضحياتهم، وللأسرى القابعين في المعتقلات الإسرائيلية، واعتباره يوما لتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم ودعم حقهم المشروع بالحرية.
ووفق نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى، فإن عدد حالات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني يقدر على مدار سنوات الاحتلال منذ العام 1948 وحتى اليوم، بنحو مليون حالة اعتقال، ويبلغ عدد المعتقلين داخل سجون الاحتلال حاليا 6500 أسير، منهم (350) طفلا، و62 أسيرة بينهن 21 أما و8 قاصرات، ومن بين المعتقلين سبعة نواب و500 معتقل إداري، و1800 أسير مريض من بينهم 700 أسير مريض بحاجة لتدخل علاجي عاجل.
وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين من الحركة الأسيرة، 214 شهيدا منذ العام 1967، (72) شهيدا منهم سقطوا بسبب التعذيب على يد المحققين في أقبية التحقيق، و(60) شهيداً سقطوا بسبب الإهمال الطبي، (7) أسرى استشهدوا بسبب القمع وإطلاق النار المباشر عليهم من قبل الجنود والحراس، و(75) أسيرا استشهدوا نتيجة القتل العمد والتصفية المباشرة والإعدام الميداني بعد الاعتقال مباشرة.