أعلنت وزارة الصحة استشهاد 30 فلسطينياً وإصابة ما يزيد عن 3 آلاف آخرين، خلال تصدي جنود الاحتلال لـ "مسيرة العودة الكبرى" والمظاهرات السلمية التي انطلقت منذ الجمعة قبل الماضية، تزامناً مع ذكرى يوم الأرض، متعمداً استهداف الأطفال والنساء والطواقم الطبية.
وقال المتحدث باسم الوزارة في غزة، أشرف القدرة، في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، من داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة: "أسفرت الأحداث عن إصابة 3078 فلسطينياً، من بينهم 1043 إصابة بالرصاص الحي والمتفجر، و129 إصابة كانت في منطقتي الرأس والرقبة، و1027 إصابة في المناطق السفلية من الجسم، و176 إصابة في الأجزاء العلوية".
وأوضح القدرة في كلمته أن من بين تلك الإصابات 105 حالات حرجة وخطيرة لا تزال في العناية المكثفة، مشددًا على أن عُنصرية الاحتلال وغطرسته طاولتا الأطفال الذين بلغ عدد المصابين منهم من بين إجمالي الإصابات 305 أطفال دون سن الثامنة عشرة، إضافة إلى 78 إصابة من النساء، و12 إصابة من الطواقم الطبية والإنسانية.
وفي السياق، بيّن مدير عام الصيدلية بوزارة الصحة في غزة، منير البرش، أنه يوماً تلو الآخر يتعمق الأثر الخطير للحصار غير القانوني وغير الإنساني الذي عمد الاحتلال إلى فرضه على مختلف مناحي الحياة في القطاع، ما يضع قطاع الصحة والمريض الفلسطيني أمام خيارات قاسية وهو يراقب استنزاف الأصناف الدوائية والمستهلكات الطبية.
وقال في كلمته "إن استمرار توافد الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى لليوم الثاني عشر على فعاليات مسيرة العودة الكبرى، يشكل تحديا صعبا أمام الطواقم الطبية التي ما زالت تستنزف كميات هائلة من الأدوية والمستهلكات الطبية في أقسام الطوارئ وغرف العمليات والعنايات المركزة".
وأضاف البرش "إن انعدام التدفق الدائم والمنتظم والمتواصل لسد احتياجات المستشفيات والمراكز الصحية من الأدوية أدى إلى نقص غير مسبوق في الرصيد الدوائي وصل إلى نفاد 232 صنفاً دوائياً بنسبة عجز 45 في المائة، ونقص في المهمات الطبية الأساسية بنسبة 27 في المائة بواقع 229 صنفاً دوائياً".
وذكر أن العجز بدا جلياً في أصناف الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة، لا سيما في أدوية السرطان وأمراض الدم بنسبة 72 في المائة، والمناعة والأوبئة 59 في المائة، والعيون 56 في المائة، وصحة الأم والطفل 41 في المائة، الأمر الذي يؤثر سلباً على تقديم الخدمات الصحية للمواطن الغزّي المحاصر.
وشدد البرش على أن استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ شمولية الخدمة الصحية، التي تعني ألا يضطر أحد للاختيار بين التمتع بالصحة وضروريات الحياة الأخرى، مؤكدًا أن "تعمد الاحتلال استهداف الطواقم الطبية وعرقلة عملهم يعتبر عربدة سافرة أمام المجتمع الدولي دون محاسبة".
وكشف في بيان عن وزارة الصحة، أن الأخيرة تقوم بجهود كبيرة واتصالات على مدار الساعة مع كل الجهات المعنية للتقليل من النزيف المستمر في الأرصدة الدوائية، مطالباً كافة المؤسسات الدولية والإغاثية المحلية والدولية بسرعة التدخل لدعم المستشفيات والمراكز الصحية بالاحتياجات الدوائية الملحة والطواقم المختصة.