وقال أويحيى في مؤتمر صحافي اليوم السبت، إنه "تقرر لعب المباريات مع احترام تقاليد الحداد، وتنظيم وقفات صمت قبل بدايتها ترحما على الضحايا"، معتبرا أنه "سواء كان القرار بلعب المباريات أو تأجيلها، فإنه استغل لانتقاد الحكومة"، لكن تبريراته لم تقنع الصحافيين الحاضرين.
وعبر جزائريون عن استيائهم من قرار الاتحاد الجزائري لكرة القدم باستمرار المباريات رغم قرار الحداد، واستنكر ناشطون وسياسيون بدء مباريات الدوري الجزائري بعد يوم واحد من الكارثة، ومباريات الكأس بعد يومين فقط، قبل أن تستلم عائلات الضحايا جثامينهم.
واعتبر الصحافي فيصل ميطاوي، أنه "لم يكن لائقا السماح بلعب مباريات كرة القدم قبل أن تجف دموع العائلات"، وتساءلت الكاتبة فتيحة بوروينة، عن المسؤول الذي أعطى قرار السماح بلعب المباريات بعد يوم واحد من الحادث الأليم.
وقال الإعلامي الجزائري، حفيظ دراجي، إنه كان ينبغي "احتراما لمشاعرنا ومقتضيات الحداد على ضحايانا تأجيل مباريات الكرة لـ24 ساعة على الأقل"، وكتب الناشط الإعلامي خالد عميور: "لماذا لم يلغ وزير الشباب والرياضة الجديد جميع المقابلات (المباريات) استجابة للحداد الوطني"؟
واستغرب الناشط السياسي محمد صالحي، من قرار اتحاد كرة القدم استمرار المباريات في ظل الأجواء المشحونة التي زادت من سوء الأوضاع بعد المباريات، ما أدى إلى أعمال شغب مثيرة.
وكتب الصحافي حكيم صبعة: "العقل غاب مرّتين بخصوص برمجة مقابلة (فريق) الشبيبة و(فريق) المولودية في قسنطينة، أولا لأن الجميع كان يدرك ما سيحدث بين أنصار الفريقين، وثانيا عندما حدد موعد المقابلة في ثالث أيام الحداد على شهداء حادث سقوط الطائرة العسكرية في بوفاريك".
Twitter Post
|
ودافع رئيس اللجنة المؤقتة لرابطة المحترفين في الجزائر، عمار بهلول، عن القرار، مشيرا في تصريح صحافي، إلى إن "قرار لعب المباريات رغم الحداد كان بفعل تعليمات سمحت بذلك تلقاها الاتحاد الجزائري لكرة القدم".
وتزايد الاستياء الشعبي والإعلامي بعد انتهاء مباراة نصف النهائي بين "شبيبة القبائل" و"مولودية الجزائر" بأحداث عنف وشغب بين الجمهور وقوات الأمن تم خلالها تخريب جزء من الملعب وتحطيم عشرات السيارات.
وتحطمت طائرة عسكرية بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري، بعد أن فقد قائدها السيطرة عليها بسبب عطل فني، ما أدى إلى سقوطها في حقل زراعي قرب المطار، ومقتل 257 راكبا من بينهم 10 من طاقم الطائرة، حسب حصيلة أعلنتها وزارة الدفاع الجزائرية.
وبدأت السلطات الجزائرية تسليم جثامين ضحايا الطائرة التي تحطمت الأربعاء الماضي إلى عائلاتهم، ونظمت لهم جنازات رسمية عسكرية ومراسيم تكريم شرفية.
وكان الجزائريون أدوا صلاة الغائب أمس الجمعة على ضحايا الطائرة، وخصص أئمة المساجد خطبة الجمعة للحديث عن تضحية هؤلاء، وواجب التضامن مع عائلاتهم.