شرع بائع في أسواق العاصمة السودانية الخرطوم، في شنق نفسه داخل مركز للشرطة، احتجاجاً على مطاردة السلطات المحلية له، ومنعه من البيع، بموجب قانون تنظيم الأسواق.
واعتقلت الشرطة الشاب السوداني بسوق الخرطوم بحري، واقتادته إلى قسم الشرطة، حيث احتجز هناك توطئة لتقديمه للمحاكمة، وأثناء ذلك مزق ملابسه وحاول أن يشنق بها نفسه، غير أن اثنين من رجال الشرطة شاهداه وسارعا لإنقاذه، قبل أن يدونا بلاغاً جنائياً ضده، بتهمة الشروع في الانتحار الذي يجرمه القانون الجنائي السوداني.
وأعاد الحادث إلى الأذهان قصة البائع التونسي محمد بوعزيزي، الذي أشعل النار في نفسه في سيدي بوزيد، بعد أن وبخته ضابطة شرطة وصفعته على وجهه، وهى الحادثة التي اعتبرت شرارة تفجر ثورات الربيع العربي.
وفي المحكمة، قال الشاب إنه شرع في الانتحار بعد تضرره من الحملات التي تقوم بها السلطات المحلية لتنظيم السوق، ولإقدامها على مصادرة بضائعه وتوقيفه. وأضاف أنه استدان مبلغ 12 ألف جنيه (400 دولار أميركي)، لبدء تجارته البسيطة، وما عاد بوسعه ردها.
واكتفى القاضي الذي نظر القضية، أمس الأربعاء، بتغريم الشاب مبلغ 50 جنيها (نحو دولارين)، بعد إدانته بالشروع في الانتحار، وهو حكم مخفف مقارنة بالأحكام التي تصدر في الحالات المماثلة.
وتواجه حملات شرطة النظام العام في السودان بانتقادات واسعة، ولا سيما ما يتعلق بمطاردة الباعة الجائلين وبائعات الشاي في الشوارع.