أكد ذوو المختطفين العراقيين الذين لم يعرف مصيرهم، على الرغم من مرور سنوات على اختفائهم، أنهم لن يمنحوا أصواتهم إلا لمن يعيدون لهم أبناءهم الذين انقطعت أخبارهم، إلا من تسريبات تظهر بين الفينة والأخرى أنهم أحياء داخل سجون تابعة لفصائل مسلحة موالية لإيران، مثل العصائب، وبدر، والنجباء، وحزب الله، والخراساني وغيرها.
ورفعت العائلات شعار "أصواتنا لمن يعيد أبناءنا"مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرر أن تجري غداً في 12 مايو/ أيار الجاري، وكلهم أمل بالكشف عن مصير أكثر من ثمانية آلاف عراقي مختطف منذ سنوات على يد فصائل مسلحة تابعة لمليشيات "الحشد الشعبي" من محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وبغداد.
وتعد بلدة الصقلاوية شمال شرق الفلوجة، إحدى أبرز البلدات المنكوبة خلال السنوات الماضية كونها تضم أكبر عدد من المختطفين، تجاوز 700 شخص، بينهم عائلات كاملة أو معظم أفرادها، كما هو الحال بالنسبة لعائلة المواطن حسن المحمدي التي تبقت منها الزوجة وبناتها، فكنّ أول من يرفع هذا الشعار.
وقالت أم خالد لـ "العربي الجديد" "عندي سبعة أصوات أنا وبناتي وزوجات أولادي المختطفين، هي لمن يعيد زوجي وأولادي، وأضمن لهم أيضا أهل القرية كلهم يصوتون لهم".
وأضافت "لا نملك المال حاليا، عندي منزل وأصوات انتخابية من يريدها من المرشحين فهي له لكن شرط أن يعيد لي أفراد أسرتي المختطفين، وبينهم زوجي البالغ من العمر 65 عاما".
ومطلع الأسبوع الجاري، استغل أهالي بلدة الصقلاوية احتفالية انتخابية، أقامها زعيم مليشيا "الحشد" هادي العامري، في البلدة، إذ وقفت عشرات النساء أمام ساحة الاحتفال ورددن شعارات تطالب بكشف مصير أبنائهن.
وقالت والدة المفقود محمد المحمدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ولدي محمد البالغ من العمر 38 عاما، وهو أب لثلاثة أطفال، فُقد أثناء نزوحنا من منطقة الصقلاوية، خلال العمليات العسكرية، إذ اتجهنا إلى المنفذ الوحيد لبغداد وهو طريق بحيرة الرزازة، وفور وصولنا إلى تلك المنطقة قامت قوات ترتدي الزي العسكري بفصل النساء عن الرجال، واقتادت الرجال إلى جهة مجهولة".
وأضافت "حضرنا إلى هذه الاحتفالية، لمطالبة هادي العامري بكشف مصير أبنائنا، الذين اختطفوا على يد مليشيات الحشد الشعبي، التي تدعي أنها حررت الصقلاوية".
من جهته، قال النائب عن محافظة الأنبار أحمد السلماني، لـ"العربي الجديد"، "نشد على أيدي ذوي المفقودين، ونضم أصواتنا إلى أصواتهم للمطالبة بكشف مصير أبنائهم"، مؤكدا "البعض يعتقدون أن هذه القضية ستنتهي مع الزمن، لكن ذلك محال، فلن ينتهي ملف المفقودين حتى يعودوا إلى أهلهم".
وأشار إلى أنّ "هناك لجان تحقيق كثيرة شكلت في هذا الملف، اللجنة الأولى التي شكلها رئيس الوزراء حددت الجهة الخاطفة في الصقلاوية، وهذه الجهة تابعة لفصائل الحشد الشعبي"، أما "قضية جرف الصخر والرزازة فقد تابعتها مع المسؤول عن الملف، وهو فصيل مليشيات حزب الله، والمعلومات التي لدينا تؤكد وجود المختطفين في جرف الصخر حتى اليوم"، داعيا إلى "تحرك سريع للإفراج عنهم".
من جهته، أكد النائب عن تحالف القوى أحمد المشهداني، لـ"العربي الجديد"، أنّه "يجب على الحكومة أن تتدخل في هذه المسألة، فهناك مخطوفون ليس فقط في الرزازة أو الصقلاوية، بل في يثرِب وجرف الصخر، وحتى في أطراف بغداد"، موضحا "توجد أعداد كثيرة وكبيرة من المخطوفين، وطالبنا الحكومة بالتدخل للكشف عن مصيرهم، وذلك في صلب مسؤوليتها الشرعية والأخلاقية والقانونية".
يشار إلى أنّ لجنة تحقيق دانت مليشيا "الحشد الشعبي" باختطاف أكثر من 700 شخص وقتل 40 آخرين من بلدة الصقلاوية، خلال المعارك التي خاضتها في البلدة، بينما لم تستطع اللجنة الاستمرار بالتحقيقات.
يذكر أن مليشيات الحشد الشعبي اعتقلت خلال عامي 2016 و2015 الآلاف من العراقيين المدنيين الفارين من المعارك في مناطق شمال وغرب العراق، خلال الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.