رفع عشرات المتظاهرين الفلسطينيين، اليوم الاثنين، صور النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني الأسيرة خالدة جرار، والأسير المضرب عن الطعام حسن شوكة، في الوقفة الإسنادية والتضامنية معهما، والتي نظمتها مؤسسة "مهجة القدس"، والحملة الوطنية للتضامن مع أحمد سعدات، أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة.
وحمل المشاركون في الوقفة الإسنادية، التي تأتي رفضاً لمواصلة مصلحة السجون الإسرائيلية ممارسة الاعتقال الإداري، شعارات تُطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى وإنهاء معاناتهم، ومنها "الأسرى عنوان الوحدة والصمود وطريق العودة والحرية والاستقلال"، "لا لسياسة الاعتقال الإداري الإجرامية"، "الحرية لأسيراتنا وأسرانا البواسل".
وقال القيادي في الجبهة الشعبية، أمين سر لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، عطية البسيوني، إن الوقفة تأتي إسناداً للنائبة خالدة جرار، وذلك بعد استمرار اختطافها من قبل الاحتلال، وتجديد اعتقالها الإداري شهوراً جديدة، كذلك تضامناً مع الأسير حسن شوكة، الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الثلاثين على التوالي، في ظروف صحية صعبة، بعد إعلانه التوقف عن تناول كل المدعمات، واعتماده فقط على المياه.
وحَمّل البسيوني في كلمته خلال الوقفة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير حسن شوكة، واستمرار احتجاز النائبة خالدة جرار، مطالباً المجتمع الدولي وأحرار العالم بتحمل مسؤولياتهم من أجل إطلاق سراحهما فوراً. وأضاف: "ندعو إلى وقفة وطنية وشعبية عاجلة ومسؤولة من أجل إقرار برنامج وطني مكثف وشامل دعماً وإسناداً للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، وتحديداً الأسرى الإداريين وضحايا سياسة الإهمال الطبي".
وشدد على أن الإجراءات الخطيرة والممنهجة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى بحاجة إلى إسناد شعبي حقيقي ضاغط، تزامناً مع الأنشطة والفعاليات الوطنية في مسيرات العودة والحراك الجماهيري. وقال: "الوفاء للأسرى وتضحياتهم ومواجهة المخاطر الحقيقية التي تستهدف قضيتنا، خصوصاً صفقة القرن، تستدعي تغليب المصالح الوطنية على المصالح الفئوية".
وطالب البسيوني أحرار العالم وأصدقاء الشعب الفلسطيني بتكثيف نضالهم واعتصاماتهم مع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، ووضعها على الأجندة الدولية، لإدانة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحقهم، وباعتبار استمرار احتجازه للنواب وسياسة الاعتقال الإداري والعزل والتعذيب والتنكيل بالأسرى واحتجاز الأطفال القصر جريمة تتعارض مع القوانين الدولية.
وشدد القيادي في الجبهة الشعبية على أن "إرادة الصمود المتوهجة للأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال ستواصل تسجيل الانتصارات تلو الانتصارات على الاحتلال وإجراءاته العنصرية، ستنير درب النضال الوطني الطويل والشاق، وعلينا أن نستلهم من إرادة وعزيمة الأسرى لمواصلة النضال ومواجهة كل أشكال المؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية".
من جانبه، أكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى طارق أبو شلوف، أن الاعتقال الإداري غير قانوني وتعسفي، يلجأ إليه الاحتلال الإسرائيلي دون تهمة أو محاكمة، ما يحرم المعتقل ومحاميه من معرفة أية معلومات، في حين يتم تجديد الاعتقال الإداري لمرات عدة، قد تصل لسنوات.
وبيّن أبو شلوف في كلمته خلال الوقفة أن الاعتقال الإداري طاول كل شرائح المجتمع الفلسطيني، والذي لا يفرق الاحتلال فيه بين كبير أو صغير، امرأة أو رجل، أو حتى نائب في المجلس التشريعي، مضيفاً: "نتحدث هنا عن خالدة جرار، التي شاركت في كل الأنشطة الخاصة بحقوق الأسرى وحقوق الإنسان من أجل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، إلى جانب كونها نائبة في المجلس التشريعي، جاءت عبر صندوق الانتخابات وتتمتع بحصانة، إلا أن العدو الإسرائيلي ضرب بكل هذه المعطيات عرض الحائط، وزج بها في السجون تحت مبرر الاعتقال الإداري، ودون توجيه تهمة صريحة لها".