وسط السيول الموحلة التي غمرت منطقة باغو، وسط ميانمار، حمل الشاب طفله الصغير على كتفَيه وراح يتقدّم في اتجاه بقعة لم تتضرّر من جرّاء الفيضانات الأخيرة في البلاد. هو وأفراد عائلته جميعاً تركوا منزلهم الذي اجتاحته المياه، تماماً مثلما فعل نحو 50 ألف شخص آخرين حتى صباح أمس الأحد.
والأمطار الموسمية التي هطلت بغزارة على مدى أيام في ميانمار، أغرقت قرى وجرفت جسوراً، في الوقت الذي تسارع فيه السلطات إلى نقل الإمدادات إلى المناطق المنكوبة. وقد زار رئيس ميانمار، وين منت، منطقة باغو والتقى النازحين وحثّ المسؤولين المحليين على توفير مراكز إيواء مؤقتة ومساعدات لهؤلاء. ومن المتوقع أن يتضرّر نحو مائة ألف شخص من جرّاء السيول التي أحدثت انهيارات أرضية وألحقت أضراراً بالمزارع وبالبنى التحتية.
في السياق، نقلت وسائل إعلامية تحذيرات اللجنة الوطنية لمكافحة الكوارث الموجّهة إلى السكان المقيمين بالقرب من الأنهار وفي المناطق المنخفضة، ومطالبتها إياهم بمغادرة منازلهم على الفور عند ارتفاع منسوب المياه إلى مستوى الخطر.
من جهتها، غرّدت جمعية الصليب الأحمر في ميانمار على "تويتر"، موضحة أنّها تقدّم مساعدات وراحت تنشر صوراً لمتطوّعين ينقلون الناس في زوارق صغيرة من المناطق التي تعاني من جرّاء السيول إلى أخرى آمنة. أمّا الأمم المتحدة، فأشارت في بيان إلى أنّها تتابع التطورات "بقلق كبير"، وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ميانمار كنوت أوستبي إنّ الأمم المتحدة تعبّئ شركاءها ومواردها وقدراتها وتعرض تقديم الدعم لحكومة ميانمار بهدف مساعدة ضحايا السيول.