شهد الأردن خلال الأيام الأخيرة حراكاً شعبياً، يهدف إلى مساعدة عشرات آلاف الهاربين من العمليات العسكرية والقصف على مناطق المعارضة السورية في درعا، في ظل غياب كامل للمنظمات الإنسانية الدولية، ما أجبر الحكومة الأردنية على فتح الحدود لإيصال المساعدات التي جمعتها الفعاليات الأردنية المدنية، وتجهيز نقاط ومشافٍ طبية لاستقبال الجرحى والحالات الصحية.
وقال الصحافي السوري المقيم في الأردن، عامر الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "فعاليات أردنية عديدة تحركت مع بداية الحملة الروسية على الجنوب السوري، فانطلقت حملة #افتحوا_الحدود التي ظلت ليومين الأكثر تداولاً على مواقع التواصل في الأردن، وضمت جمع تبرعات عينية ومادية في معظم المحافظات".
وتابع الحوراني: "قامت الحملات المدنية بتوزيع منشورات داعية للتبرع، وحددت مواعيد وأماكن جمع المساعدات، واستقبلت كل ما يمكن أن يخفف من معاناة النازحين وحاجاتهم الأساسية، من حليب الأطفال والأغطية والفرش والمواد الغذائية". معتبراً أن "التحركات والحملات أثمرت فتح الحدود لاستقبال الجرحى بعد أن كانت مغلقة، وقام الجيش الأردني بنقل الجرحى من الحدود إلى مشافي الأردن، واستقبلت مشفى الرمثا الحكومية معظم الحالات".
وشهدت مختلف المناطق الأردنية حملات شعبية ومدنية وحزبية لجمع التبرعات العينية والمادية لصالح النازحين السوريين العالقين على الحدود السورية الأردنية، ومنها مبادرة عشيرة المومني، وحملة جمعية الكتاب والسنة، ومنظمة "أورانتيس خط الحياة"، وحزب "جبهة العمل الإسلامي" أكبر أحزاب البلاد، و"مبادرة مساعدة اللاجئين السوريين".
كذلك أطلقت الفعاليات الشعبية والأهلية في محافظة الزرقاء مبادرة لجمع المساعدات العينية، ومبادرة من أهالي مدينة السلط، غرب العاصمة عمان، تحت عنوان "فزعة أهل السلط"، ومبادرة فعاليات في العاصمة عمّان، حيث تم استقبال المساعدات العينية في منطقة شارع الجامعة بجوار محكمة شمال عمّان، كما أطلقت محافظة جرش، شمال الأردن، مبادرة "جرش فزعة لحوران".
وعلى المستوى الحكومي قام الجيش الأردني بتقديم مساعدات إنسانية، كما أطلقت الحكومة حملة وطنية لإغاثة النازحين السوريين داخل بلدهم، من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية، العميد خالد المساعيد، إنّ "عدد النازحين السوريين قرب الشريط الحدودي بلغ نحو 95 ألفاً"، مبينا أن "الحدود مغلقة والجيش يتعامل بحذر شديد مع النازحين قرب الحدود، متحسباً لبعض المندسين".
وكان رئيس الوزراء الأردني، عمر الرزاز، قد زار المنطقة الحدودية لتفقد سير نقل المواد الإغاثية للاجئين السوريين، يوم الأحد الماضي، وأعلن عبر حسابه على "تويتر" عن إطلاق حملة وطنية لإغاثة النازحين السوريين داخل بلدهم من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية.
بدورها، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ليز ثروسل، الثلاثاء، إنّ "الوضع في درعا يسوء نتيجة تصاعد الهجوم، ما يؤثر بشكل كبير على المدنيين". وحضّت عمان على "فتح الحدود" و"دول أخرى في المنطقة" على استقبال المدنيين الفارين.
وجهزت مديرية الخدمات الطبية الملكية الأردنية، الأيام القليلة الماضية، ثلاث محطات إسعاف، تتكون كل واحدة من سيارتي إسعاف مع طاقمهما الطبي في اختصاصات الجراحة والباطنية والطب العام والنسائية والأطفال، كما تم تجهيز مستشفى ميداني متحرك بسعة 20 سريراً وغرفة عمليات وعيادة أسنان وأشعة ومختبر، بالإضافة إلى وجود خمس محطات سابقة، على أن يتم تجهيز مستشفى آخر بسعة 20 سريراً للعناية المركزة و40 سريراً للمرضى، خلال فترة زمنية قصيرة.
Twitter Post
|