حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ثلاث سنوات من الصراع والدمار دفعت اليمن إلى حافة المجاعة، كما تسببت في أكبر أزمة جوع يشهدها العالم حاليا.
وأوضح البرنامج الأممي في تقرير أصدره الإثنين، أن ما يقرب من 18 مليون يمني لا يعرفون من أين تأتي وجباتهم المقبلة، في حين يعيش أكثر من 8 ملايين منهم في جوع شديد، ويعتمدون كليا على المساعدات الغذائية الخارجية.
وأشار إلى أن كل عام من النزاع يدفع مليون شخص أو أكثر نحو الجوع الشديد، وأن هناك سبع محافظات في مرحلة "طوارئ" وهي مرحلة ما قبل المجاعة.
وأشار البرنامج إلى أنه ومع استمرار الصراع، يتعرض عدد أكبر من الناس لخطر الوقوع ضحية للجوع والمرض، لافتا إلى أن اليمن حتى قبل اندلاع الصراع كان يعد أفقر دولة في العالم العربي، أما الآن، بحسب البرنامج، فيحتاج 22 مليون شخص من أصل 29 مليوناً، يمثلون جملة سكان اليمن، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
وينقل التقرير شهادة اليمني عادل عبدالله، وهو صياد سمك من مدينة الحديدة، يبلغ من العمر 43 عاما، أجبره القتال وزوجته نعيمة وبقية أفراد العائلة المكونة من 11 شخصا على الهروب بعد بيع كل ما يملكونه لتمويل الرحلة، وهم الآن يعيشون معدمين في ملاجئ مؤقتة في مدينة صعدة، حيث تتسول النساء في الشوارع من أجل البقاء.
ويقول عادل إن الخوف هو سيد الموقف: "النساء خائفات لدرجة الموت، كل ساعة نرى طائرة. تلك حقيقة فأنا لا أكذب. نتمنى السلام والأمن". ويقيم عادل، الذي اضطر لترك مهنة صيد السمك، بسبب خطورة الوضع الأمني، مع بقية أفراد عائلته في منزل أحد أقربائهم، ويقدم لهم البرنامج مساعدات غذائية مثل الفول والبازلاء والتونة.
وزار مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن أندرسون، أفراد أسرة عادل في منزلهم في صعدة: وقال أندرسون إن "الشعب اليمني بحاجة إلى السلام أكثر من أي شيء آخر، ويمكننا أن نبدأ في إعادة الناس إلى وضعهم الطبيعي، وإعادة بناء سبل معيشتهم".
وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه الشديد إزاء تصاعد القتال في محافظة الحديدة وبالذات في المنطقة القريبة من المدينة ومينائها، الذي يمثل شريان حياة بالنسبة لملايين اليمنيين.
وأوضح التقرير أن تصاعد القتال داخل الحديدة والمناطق النائية قد يؤدي إلى نزوح 1.1 مليون شخص هم بحاجة إلى مساعدات غذائية طارئة، مؤكداً أنه يعمل على مدار الساعة لتوفير الحصص الغذائية الطارئة للفارين من العنف ولضمان توفر مخزونات القمح والمواد الغذائية الأخرى.
ولفت أندرسون إلى أن الصراع وانعدام الأمن غالبا ما يمنعان وصول المساعدات إلى المحتاجين. وشدد على أهمية استمرار الوصول الإنساني ومن دون عوائق إلى جميع الموانئ في اليمن، وتخفيف القيود الحالية، بهدف توصيل الإمدادات الحيوية مثل الغذاء والوقود.
ورهن البرنامج نجاح خطة الاستجابة بشأن اليمن بتلقي الأموال الكافية للاحتياجات التي من المتوقع أن تمتد إلى عام 2019. وقال البرنامج إنه ابتداء من شهر سبتمبر/أيلول المقبل، يخطط لتوسيع نطاق توفير المساعدات الغذائية المنقذة الحياةَ لتشمل نحو 8 ملايين شخص شهريا بمن فيهم العائلات النازحة حديثا من الحديدة.
وأكد أنه على الرغم من المساهمات الكبيرة التي قدمتها الجهات المانحة أخيراً، ما زال البرنامج بحاجة إلى 107 ملايين دولار إضافية على مدى الأشهر الستة المقبلة.