كثيرة هي الأحاديث عن محافظة إدلب، شمال سورية، ومخاوف سكانها والنازحين إليها من عملية عسكرية يبدأها النظام السوري ضدها. لعلّ أبرز المخاوف أنّ إدلب هي الملجأ الأخير لنازحين يصل عددهم إلى نحو مليون نسمة، من مدن وبلدات كثيرة على امتداد الخريطة السورية. مع ذلك، فالتحضيرات لعيد الأضحى بدأت، ولو بطرق وأدوات ومواد بسيطة. فالعيد بما يشيعه من فرح يصرّ معه أهل إدلب والنازحون إليها على تحضير الحلويات وتبادل الخبرات حول الوصفات المتنوعة التي استقرت في المدينة بسبب التهجير. هو إصرار على الاحتفال والحياة قبل كلّ شيء.
في العمارة الواحدة هناك تجد سكاناً من مختلف مناطق البلاد. جاء النازحون بلهجاتهم وعاداتهم وطرق احتفالهم بالعيد معهم إلى إدلب. ساكنات عمارة الحاجة أم علي مثلاً، اتفقن قبل العيد بأيام على التجمع عند أم علي، وبينهن الإدلبية والحلبية والشامية والديرية (دير الزور).
اتفقت الجارات على إعداد حلويات تشتهر بها مدنهن الأصلية. في إدلب يشتهر الكعك بالزيت، بنوعيه الحلو والمالح، في أيام العيد. وفي الشام (دمشق) تشتهر البرازق التي تعدّ من العجين بالسمن العربي والسمسم.
وتعرف مدينة دير الزور بالكليجة الديرية، التي تعدّ من العجين بالعسل مع البهارات. وتتباهى حلب بالكرابيج المحشوة بالفستق الحلبي أو الجوز.
بعد انتهاء النساء من إعداد الحلويات يرسلن الأطفال بها إلى فرن الحارة، بسبب ارتفاع أسعار الغاز المنزلي.
وبعد خروج الحلويات المتنوعة من الفرن، تتبادل النساء الأطباق، فيكون لدى كلّ بيت من بيوتهن تشكيلة متنوعة من مختلف مدن سورية