طالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتعامل بحزم مع الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المسجد الأقصى، وبالتدخل الفوري لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لها، ومنع أي محاولات لتغيير الوضع التاريخي القائم للمسجد الأقصى المبارك، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة.
ووصف الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، السفير سعيد أبو علي، في تصريح صحافي له، اليوم الثلاثاء، الانتهاكات والاقتحامات اليومية للمسجد من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين بأنها تذكّر بجريمة حرق المسجد الأقصى النكراء التي أقدم عليها أحد أفراد العصابات الصهيونية المتطرفة منذ 49 عاماً تحت نظر وسمع سلطات الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر أن ما حصل ويحصل بحق المسجد الأقصى هو انتهاك صارخ لقدسية أقدس المقدسات الدينية الإسلامية، باعتبار المسجد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فضلاً عن كونه معلماً تاريخياً كبيراً للعالم الإسلامي وللإنسانية جمعاء.
وأوضح أن تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها اليهودي الأسترالي دنيس مايكلروهان، حين أضرم النيران بالمسجد بتاريخ 21 أغسطس/آب 1969، تسببت بحرق الجناح الشرقي للجامع القبلي ومنبر السلطان صلاح الدين الأيوبي إضافة إلى أجزاء أخرى من المسجد الشريف.
وأشار السفير سعيد أبو علي إلى أنه منذ ذلك اليوم يتعرض المسجد الأقصى لانتهاك حرمته القدسية بشكل شبه يومي من خلال محاولات تدنيسه من قبل غلاة المستوطنين والمنظمات الصهيونية المتطرفة، بحماية مباشرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فضلًا عن سعي حكومة الاحتلال الحثيث لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا وتهدد بانهياره في أية لحظة خدمة لغرض الاحتلال بإقامة الهيكل المزعوم مكانه.
كما دان جميع الانتهاكات الإسرائيلية بحق دور العبادة والأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية وفي مقدّمتها المسجد الأقصى المبارك، وكذلك التهجير القسري للمقدسيين، بالإضافة إلى مواصلة إطلاق العديد من المشاريع الاستيطانية في المدينة المقدسة وهدم منازل أهلها ومصادرة ممتلكاتهم وأراضيهم وتجريفها.