يعيش أهالي إدلب والنازحون المقيمون فيها مخاوف وسيناريوهات مختلفة من هجوم مرتقب للنظام السوري على المنطقة تدعمه روسيا، مع تفاوت حول أن الهجوم يمكن أن يحدث بشكل موسع ويتسبب بموجات نزوح كبيرة أو أن يكون في مناطق محدودة أو ألا يحدث أصلاً ويبقى الوضع على ما هو عليه.
وفي السياق، يقول رجب المصطفى (34 عاما) لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأهالي في مدينة إدلب يعيشون حالة من التخوف، مع ارتدادات أثّرت بشكل أو بآخر على حياتهم ومعيشتهم، كحركة الأسواق وغيرها، لكن ليس بشكل كبير كما كنا نعيش في السابق عن حدوث هجوم أو اجتياح لمنطقة ما، حيث كنا نشهد حالة كبيرة من الخوف يرافقها نزوح للأهالي وتوقف الكثير من الفعاليات المدنية".
ويعرب المصطفى عن قلقه "هناك حالة من عدم الاستقرار تسيطر على النفوس، لكن نحاول قدر الإمكان ألا نفكر كثيراً بالتفاصيل وماذا سيحل بنا إذا حدث هذا الهجوم، والأمر الأشد رعباً بالنسبة لنا، هو أين سنذهب وما هي وجهتنا في حال وقع الهجوم فعلاً".
من ناحيته يقول عمر نويلاتي (41 عاماً) "أنا أقيم في مدينة حارم منذ أربعة أعوام، والمدينة تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام، وأعتقد أنها قد تكون هدفاً مباشراً للطائرات، لكن الأمر الذي قد يمنع هذا الهجوم عنها أنها ملاصقة للشريط الحدودي مع تركيا، فضلاً عن أن الوصول البري لها بعيد المنال، لأنها تقع في العمق".
ويضيف لـ"العربي الجديد" "هنا المدينة آمنة منذ سيطرة الثوار عليها، وبالنسبة إليّ لا أتخوف من أي هجوم عليها، وقد تكون الجغرافيا هي الشيء الذي يمنع هذا الهجوم".
ويشير إلى أن الحياة طبيعية في المدينة وليس هناك مظاهر تخوف لدى الأهالي، والمحلات التجارية تعمل كالأيام العادية، وندعو الله ألا يكون هناك هجوم على إدلب أو أي منطقة أخرى.
بدوره، يوضح خليل طلاب (48 عاماً) لـ"العربي الجديد" أن "الجميع يتجهز لهجوم قد يشنه النظام على إدلب في أية لحظة، ففرق الدفاع المدني والكوادر الطبية والعسكريون جاهزون في حال وقع هجوم، وفي حال لم يقع فهذا أمر جيد"، ويضيف "بالنسبة لنا نحن أبناء الريف الجنوبي في إدلب نتوقع أن يكون الهجوم على مناطقنا بداية في حال تم، ومن جانب آخر لدينا أمل أن تمنع تركيا حدوثه، لأن النزوح بحد ذاته تهجير قسري، فسنخسر كل ما نملك ولن يبقى لدينا شيء، وهي مأساة بكل معنى الكلمة".
أما أميمة أبو ياسين (37 عاماً) فتقول لـ"العربي الجديد": "ما باليد حيلة إن هاجم النظام وروسيا إدلب، فالطائرات والراجمات لا يمكن إيقافها، وهذا نظام مجرم قد يفعل بنا كما فعل بالغوطة الشرقية، فيضربنا بالقنابل الكيميائية، الأمر مرعب ومخيف بالفعل فماذا نفعل؟".
وتضيف" أفضل شيء نقوم به هو النزوح باتجاه عفرين إذا هاجمنا النظام، لأنها قد تكون منطقة آمنة لنا، وبعدها ليحدث ما يحدث، فحياتي وحياة أولادي أغلى من المنزل والأرض وكل شيء، وليس لدينا أمل أن يقف الجميع في وجه النظام بصف واحد".
وشهدت مناطق متفرّقة في إدلب وريف حلب الغربي مظاهرات، اليوم الجمعة، تحت مسمى "جمعة رفض العدوان الروسي"، تنديداً بالتهديدات الروسية عن قرب هجوم للنظام تدعمه قواتها.